مع بداية موسم الحج يبدأ المسلمين في التخطيط لشد الرحال إلى البقاع الطاهرة، والبدء في التخطيط للأعمال الصالحة التي سيقومون بها، خاصة أن فضلها بهذه الأيام المباركة يكون أكثر، بسبب العشر الأوائل من ذي الحجة، لذا تعرف لكل ما عليك فعله بهذه الأيام المباركة.
بداية موسم الحج
لعل مع بداية موسم الحج أفضل ما يبدأ به العبد هو الصدقة، فهذه الأيام تتضاعف فيها الأجور، اختر التصدق بجمعية أصدقاء القلب الخيرية، وتصدق في الموضع الأنسب لك وفقًا لميزانيتك.
- يبدأ موسم الحج في الثامن من ذي الحجة، وهو "يوم التروية" في اليوم الأول، يبدأ الحجاج في ارتداء ملابس الإحرام البيضاء المميزة والذهاب إلى حي مكة (منى)، حيث يخيم الحجاج ويقضون الليل حتى الصباح.
- أما اليوم الثاني يتوجه خلاله الحجاج إلى جبل عرفات، وبما أن عرفات يبعد حوالي 14 كيلومترا عن منى، فإن اليوم 2 هو أحد أهم أيام الحج ويكثر فيها المشي.
- هو جبل عظيم له حرمة كبيرة، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد ألقى عليه خطبة الوداع، ويقضي المسلمون عليه كل يومهم، ويدعون الله تعالى مع الكثير من التلبية.
- يتوجه الحجاج إلى مزدلفة بعد غروب الشمس، وهي على بعد حوالي 9 كيلومترات من عرفات، حيث يخيمون ويجمعون الحصى ويسافرون من مزدلفة عند شروق الشمس، هذا هو اليوم الثالث من طقوس الحج ويتزامن مع اليوم الأول من عيد الأضحى.
- هذا الصباح أي يوم عيد الأضحى.. يتوجه الحجاج مرة أخرى إلى منى، هذا هو اليوم الأول بعد النزول من جبل عرفات، وهو يوم رمي الجمر الذي تم جمعه في مزدلفة، ويحدث هذا إحياءً لذكرى إبراهيم وابنه إسماعيل-عليهم السلام-، وبعد التضحية يحلق الرجال شعرهم ويقصوا أظافرهم لإزالة الإحرام.
- يتوجه الحجاج إلى مكة، 7 لفات حول الكعبة المشرفة، ثم 7 مرات بين الصفا والمروة، ثم يعودون مرة أخرى إلى منى.
- في يوم 11 من ذي الحجة وهو اليوم الرابع من الحج، الحجاج يذهبون إلى جسر الجمرات لرمي الجمرات للمرة الثانية، ثم يعودون إلى منى مرة أخرى وينامون هناك.
- في يوم من ذي الحجة أي خامس أيام الحج، يذهب الحجاج مرة أخرى لرمي الجمر والعودة إلى مكة عند غروب الشمس.
- أما في اليوم السادس من الحج، وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، يذهب الحجاج إلى مكة المكرمة لتنفيذ طواف الوداع، وهنا جميع طقوس الحج قد انتهت، بالتالي يتوجهون إلى بلادهم، والله سبحانه وتعالى قد غفر لهم ما سبق من خطاياهم.
أفضل الأعمال في العشرة الأوائل من ذي الحجة
ثمة كثير من الأعمال الصالحة والطيبة، والتي يمكن للمسلم أن يؤديها في هذه الأيام المباركة، وتكون عند الله سبحانه كمثل شد الرحال إلى مكة، أو حتى أفضل منها.
أولًا: التسبيح والحمد والتكبير
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال "جاءَ الفُقَراءُ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: ذَهَبَ أهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأمْوالِ بالدَّرَجاتِ العُلا، والنَّعِيمِ المُقِيمِ يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويَصُومُونَ كما نَصُومُ، ولَهُمْ فَضْلٌ مِن أمْوالٍ يَحُجُّونَ بها، ويَعْتَمِرُونَ، ويُجاهِدُونَ، ويَتَصَدَّقُونَ، قالَ: ألا أُحَدِّثُكُمْ إنْ أخَذْتُمْ أدْرَكْتُمْ مَن سَبَقَكُمْ ولَمْ يُدْرِكْكُمْ أحَدٌ بَعْدَكُمْ، وكُنْتُمْ خَيْرَ مَن أنتُمْ بيْنَ ظَهْرانَيْهِ إلَّا مَن عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وتَحْمَدُونَ وتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فاخْتَلَفْنا بيْنَنا، فقالَ بَعْضُنا: نُسَبِّحُ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، ونَحْمَدُ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، ونُكَبِّرُ أرْبَعًا وثَلاثِينَ، فَرَجَعْتُ إلَيْهِ، فقالَ: تَقُولُ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، واللَّهُ أكْبَرُ، حتَّى يَكونَ منهنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاثًا وثَلاثِينَ". (المحدث البخاري، صحيح البخاري، حديث صحيح)
ثانيًا: العمرة والحجة في البيت
مع بداية موسم الحج يرغب المسلم في الذهاب لمكة لأداء الفروض، وبالطبع هذه لمن أحب الأعمال التي يقوم بها في مثل هذا الوقت، وإذا لم يكن يملك سبيلًا للذهاب إلى مكة لأداء هذه الفريضة، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه "مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ" (صحيح الجامع)
ثالثًا: بر الوالدين
عن أنس بن مالك "أتى رجُلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: إنِّي أشْتَهي الجِهادَ ولا أقْدِرُ عليه، قال: هل بَقِيَ مِن والدَيْكَ أحدٌ؟ قال: أُمِّي. قال: فأسأَلِ اللهَ في بِرِّها، فإذا فعَلْتَ فأنت حاجٌّ مُعْتَمِرٌ".
لذا من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم في هذا الوقت وفي كل وقت هو الإحسان إلى والديه، خاصة أن في هذه الأيام سيكتب له بهذه العبادة حج وعمرة.
رابعًا: صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
عن عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ".
مع بداية موسم الحج يجب أن يحرص المسلم على أداء الطاعات، والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة، بالإضافة إلى الإكثار من العبادات التي تمنحه ثواب الحج والعمرة.
اقرأ أيضًا: