ينقشع غبار الحياة اليومية مع حلول الشهر الكريم.. فيحل مكان كل شيء صفاء الروح وطمأنينة القلب؛ فهذا الوقت الذي يفتح في المسلمين صفحات جديدة من الإيمان، ويرغبون في نيل فرصة للتقرب إلى الله أكثر من أي وقت مضى، ولا طريق أفضل من شهر رمضان المبارك الذي يتضاعف فيه أجر كل شيء، فثمة أفضل العبادات في رمضان التي تجعل المؤمن يعيش روحانيته، وهو ما نوضحه تفصيليًا في السطور التالية.
أفضل العبادات في رمضان
شهرُ رمضان.. شهر المغفرة والرحمة، يأتي ليكون أفضل شهور السنة؛ حيث تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلق أبواب جهنم، وتُصفد فيه الشياطين، ويعم الهدوء والسلام بالمكان.
أجوائه مُهيأة ومميزة للغاية للطاعة والتقرب من الله تعالى، فيفضُ الشهر بالرحمة والثواب العظيم، ومن أفضل العبادات في رمضان هي:
1- صيام رمضان
إن الصيام العبادة الأولى والأعظم في شهر رمضان العظيم؛ لأنها ركن أساسي، ولا يقتصر الصوم على الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل تمتد لتشمل الامتناع عن الآثام والشرور.
ففي هذا الشهر يُطهر المسلم نفسه من كل ما يُضره، ويُطهر روحه، وقلبه من الشوائب ويقوي الروح، ويتضامن مع الفقراء والمحتاجين، ويكون أكثر نقاءً للتقرب من الله تعالى.
2- قيام الليل
من أعظم العبادات التي يمكن أن يؤديها المسلم في رمضان هو قيام الليل، لا سيما العشر الأواخر منه، فهذه عبادة عظيمة جدًا ينال عليها ثواب كبير، ويتواصل مع الله ويتقرب له.
لا سيما في الساعات الليلية الهادئة والبعيدة عن صخب الحياة اليومية، يكون المؤمن أقرب لله، ويمنحه القيام فرصة لتجديد العهد مع الله بالدعاء والتسبيح.
جدير بالذكر أن المواظبة على قيام الليل من أسباب مغفرة الذنوب، وتُعين المؤمن على تخفيف مشاق الصيام طيلة النهار، وتحقق لقلبه الراحة لنفسيته وتبث الطمأنينة فيه، ويُستجاب الدعاء في هذا الوقت لأنه تُفتح أبواب السماء.
3- قراءة القرآن الكريم
إن شهر رمضان فرصة عظيمة للجميع لتلاوة القرآن الكريم وتدبُر معانيه، فالقراءة ليست مجرد عبادة شكلية، بل إنها وسيلة للتقرب لله تعالى، ونور للمسلمين بهدى كتابه الكريم.
ناهيك عن أن الحرص على خِتم القرآن الكريم يعزز من العلاقة الروحية مع الله، ويمنح المسلم قوة إيمانية، وتُطهر قلبه من الهموم والضغوط النفسية؛ لأن القرآن شفاء لِما في الصدور.
ويتضاعف أجر القراءة في هذا الشهر عن أي وقت آخر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ" (صحيح الترمذي).
4- الدعاء
الدعاء من أقوى العبادات التي يؤديها المسلم في رمضان، ففي هذا الشهر الفضيل يُستجاب الدعاء بشكل خاص، لا سيما في الليلة المباركة التي ذُكرِتَ كليلة القدر.
فالمؤمن يتجهز ليدعو الله تعالى، ويُعبّر هكذا عن توكله عليه واعتماده على قدرة الله عز وجل ورحمته، ولهذا الدعاء في رمضان يعد فرصة للمسلمين لطلب المغفرة والرحمة والتوبة.
5- الصدقة
من أعظم وأفضل العبادات في رمضان والتي يحبها الله تعالى هو التصدق على المحتاجين، فإنفاق المال في سبيل الليل في هذا الشهر المبارك من أسباب مغفرة الذنوب ورفع الدرجات.
لأن الصدقة تزيد البركة في الرزق، وتُطهر المال، وتعزز من الشعور بالتراحم بين أفراد المجتمع، وتُخفف من معاناة الفقراء، وكذلك يُضاعف الأجر في شهر رمضان المبارك.
وإن كنت ترغب في أن تكون عونًا للمحتاجين، فإن جمعية أصدقاء القلب الخيرية تُقربك ممن أنهكهم المرض، وتُساعدك على أن تكون صدقتك ذا أمل كبير.
6- التوبة والاستغفار
رمضان فرصة عظيمة للمسلمين للتوبة والتقرب إلى الله تعالى بعد أن هلكت الذنوب الإنسان طوال العام، ففي هذا الشهر تزداد فرصة تطهير النفس من الذنوب والأخطاء.
فقد قال تعالى في سورة الزمر: "وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ"، أي أرجعوا لله تعالى وتوبوا عما أذنبتم، فهذا سيجلب السلام الداخلي.
7- إحياء ليلة القدر
قال تعالى: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ".. تلك الليلة العظيمة التي نزل فيها القرآن الكريم، ليلة مُباركة خيرٌ من ألف شهر، إحيائها بأداء الصلاة والدعاء والاستغفار من أجلّ وأفضل العبادات في رمضان.
فهذه الليلة العظيمة هي فرصة استثنائية للمسلمين للطاعة، ففيها تُغفر الذنوب وتُرفع الدرجات، والسعي لإحياء العشر الأواخر لنيل فرصة اغتنام هذه الليلة يعزز الأجر، والتقرب من الله تعالى.
تتجدد قلوب المسلمين في شهر رمضان المبارك، وتمتلئ تفاؤل وأمل، فيفتح الله بابًا عظيمًا بقدوم هذا الشهر للرحمة والمغفرة، ويجب أن يسعى كل مسلم بالغ عاقل باغتنامه وأداء أفضل العبادات في رمضان.
اقرأ أيضًا: