ما أشد قسوة الحياة حين يُولد الطفل بعيبٍ في قلبه، قلبٌ لم يُكمل نموّه كما ينبغي، لكنه ما زال يتشبث بالحياة، يتعلّق بأمل، وينتظر رحمة، هؤلاء الأطفال، حين يُولدون بأمراض قلب خَلقية أو مزمنة، لا ينتظرون شيئًا أكثر من فرصة للنجاة، قد تكون في يدك أنت.. في كفّك، في تبرّعك، في تعاطفك، في استجابتك لهذا النداء الإنساني العاجل، فإزاء غرف العمليات، وفي أروقة المستشفيات، يقف الآباء والأمهات بأعين تملؤها الحيرة والرجاء، يضعون فلذات أكبادهم بين يدي الأطباء، وينتظرون معجزة قد تبدأ من قلبٍ كريمٍ لم يُدِر وجهه، حملة "أنقذ قلب طفل" نداء للحياة، لا يجوز تجاهله، ولا ينبغي تأجيله.
للطفولة حق في الحياة.. أمراض القلب تحتاج للنجدة.. أنقذ قلب طفل!
حين يولد طفل لهذا العالم، يولد معه حق مقدّس في الحياة، واللعب، والضحك، وفي أن يحتضنه المستقبل بأذرعٍ من الأمل، غير أنّ هذا الحق البديهي يتبدد حين يُولد الطفل بقلبٍ عليل، ينبض على استحياء، يئن تحت وطأة المرض، ويتوق لعناية طبية لا يملكها.
أمراض القلب الخَلقية، وهي العيوب التي تُولد مع الطفل، تُعد من أكثر أسباب الوفاة بين حديثي الولادة في كثير من البلدان؛ لندرة الفرص التي تُمنح لهؤلاء الأطفال.
إنهم لا يملكون رفاهية الانتظار في طوابير الرعاية، ولا يملكون صوتًا يصرخ بوجعهم في صخب العالم، فصوتهم خافت، وقلوبهم أضعف من أن تصمد وحدها.
في وجه هذا الألم، تقف الإنسانية إزاء مفترق طرق.. أن تُشيح بوجهها عن المعاناة، أو أن تمد يدها وتقول: "لن يُهزم قلب طفلٍ ما دام فينا نبض إنساني حي".
من الألم إلى الأمل.. كيف يصنع تبرعك فارقًا؟
قد يتساءل المرء.. ما الذي يصنعه تبرّعي؟ هل يغيّر شيئًا في هذا العالم المتخم بالمآسي؟ والجواب بكل يقين هو نعم، ففي عالم الأرقام، قد يبدو التبرّع مبلغًا صغيرًا، لكنه في عالم القلوب المريضة، هو شريان حياة.
إن التبرّع هو تحويل الألم إلى علاج، والانتظار القاتل إلى عملية عاجلة، والخوف إلى أمل، وفي كل لحظة تأخير في إجراء عملية قلب لطفل مريض، يضيع جزء من طفولته، وربما من حياته.
ومع ذلك، لا تحتاج المعجزة إلى ثروة، بل لقلب كريم يؤمن أن الحياة تستحق أن تُمنح دون قيد، فحين تتبرع فأنت تُنقذ مستقبلًا، وتعيد الحياة لأبٍ يرقب ولده في العناية المركزة، ولأمٍّ تنهار كل ليلة خوفًا من فَقدٍ مبكر، فتُعيد ما سُلب ظلمًا من طفولة بريئة.
جمعية أصدقاء القلب الخيرية.. أنقذ قلب طفل الآن
في مواجهة هذه المعاناة، نهضت جمعية أصدقاء القلب الخيرية برسالة واضحة: "أنقذ قلب طفل قبل أن يتوقف نبضها".
فمنذ تأسيسها، حملت الجمعية على عاتقها دعم الأطفال المصابين بأمراض القلب، ولا سيما أولئك المنتمين إلى أسر لا تملك ثمن الدواء، فضلًا عن العمليات المكلفة التي تتطلب طواقم طبية عالية التخصص.
ولقد تمكّنت الجمعية، بفضل الله أولًا، ثم بدعم المحسنين، من إنقاذ المئات من الأطفال، عبر تغطية نفقات الفحوصات، ونقل المرضى، وإجراء العمليات الجراحية الدقيقة داخل البلاد وخارجها.
لكن الحاجة ما زالت قائمة، بل تتفاقم، مع ازدياد عدد الحالات التي تُعرض يوميًا، ومع قلة الموارد مقارنة بضخامة المتطلبات.
تخيل أن الطفل الذي ينتظر دوره الآن على سرير أبيض بارد في إحدى المستشفيات، قد يُكتب له عمرٌ جديد فقط لأنك قرّرت أن تمد يدك! أن تفتح قلبك، وتؤمن بأن لكل نبضٍ ثمنًا، وأنك قادر على دفعه.
نهايةً.. في زمن كثُر فيه الضجيج وقلّ فيه الفعل، يبقى الخير هو الطريق الوحيد لنجاة إنسانيتنا، وثمة أطفال مرضى، لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في بيئة لا تملك ثمن العلاج، وقلوبهم تدق على أبوابكم، وأيديهم الصغيرة ممدودة لا للسؤال، بل للاستغاثة، لذا كُنّ ممن يُنقذ، ممن يمنح، ممن يُعيد الحياة لقلبٍ كان على شفا الانطفاء.
اقرأ أيضًا:
أهمية التبرع للجمعيات الخيرية في دعم العمل الخيري
جمعية خيرية لعلاج القلب في السعودية "أمراض القلب.. واقع مرير إزاء الكثيرون"