إذا حجت المرأة بدون محرم فهل حجها صحيح؟ أم تأثم؟ وهل تُقبل هذه الحجّة؟ وفي ظل تطور ظروف السفر ووسائل الأمان بات هناك تباينٌ بين الأحكام الفقهية والنصوص الشرعية، والتي وضّحت حدود ما يجوز وما لا يجوز، وما يصح شرعًا وإن خالف شروط الإباحة.
إذا حجت المرأة بدون محرم فهل حجها صحيح؟
الشرع الإسلامي أولى المرأة عناية خاصة، وشرع لها أحكامًا تراعي خصوصيتها وظروفها، ومن هذه الأحكام: اشتراط وجود محرم في سفرها.
وقد جاء في الحديث الصحيح: "لا تُسافِرِ المرأةُ إلَّا مع ذي مَحْرَمٍ، ولا يُدْخَلْ عليها إلَّا ومعها مَحْرَمٌ، فقال رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أُرِيدُ أنْ أخرُجَ في جيشِ كذا وكذا، وامْرَأتي تُرِيدُ الحجَّ؟ فقال: اخرُجْ معها" إسناده صحيح، رواه عبدالله بن عباس.
لكن اختلف العلماء في فهم هذا الحديث وتطبيقه، خصوصًا في الحج، فهل يشترط وجود المحرم لصحة الحج أم فقط لجواز السفر؟ وهل يؤثر غيابه على صحة العبادة؟ أم فقط تأثم؟
ولكن إذا حجت المرأة بدون محرم فهل حجها صحيح؟ أغلب الفقهاء يرون أن النهي هنا للتحريم، وليس مجرد كراهة، حفاظًا على كرامة المرأة وأمنها، رغم ذلك هناك من أهل العلم من قال إن العبرة بالأمان، فإذا وُجد، جاز السفر للحج ولو بدون محرم.
جمهور العلماء كالشافعية والحنفية اشترطوا المحرم، لكن المالكية وبعض الشافعية أجازوا السفر مع رفقة مأمونة، وبعض الفقهاء رأوا أن منع المرأة من الحج بلا محرم فيه تعطيل لركن من أركان الإسلام، وهذا غير مقبول شرعًا.
كما أن النبي ﷺ لم يمنع النساء من الحج في جماعات، وكان يُقر صحابيات خرجن للحج مع رفقة صالحة، وتطور وسائل السفر والأمان غير شكل المسألة في العصر الحديث، وأثر على الفتوى عند بعض العلماء المعاصرين.
وخلاصة القول أن الأفضل أن تكون المرأة في صحبة آمنة إن لم يتوافر وجود المحرم، فالمسألة خلافية، ولا يصح التشدد أو التفريط فيها دون فهم الأقوال والعلل الشرعية بدقة.
متى يجوز للمرأة الحج بدون محرم؟
- إذا كانت تؤدي حج الفريضة ولم تجد محرمًا بعد بذل الجهد، يجوز لها السفر مع رفقة مأمونة عند بعض الفقهاء.
- الحاجة والضرورة ترفع المنع، خاصة إذا تأخر العمر أو خافت المرأة فوات الفرض بسبب غياب المحرم.
- يشترط أيضًا أن تكون الرفقة نسائية أو عائلية، وليس مجرد وجود غرباء في جماعة كبيرة.
- إذا سافرت ضمن بعثة حج نظامية بإشراف رسمي، اعتُبر ذلك كافيًا عند فقهاء العصر، بشرط الانضباط.
- يشترط البعض إذن الولي أو رضاه ولو لم يسافر معها، إذا كانت في بلد يشترط ذلك إداريًا أو اجتماعيًا.
- اجتهاد الزمان والمكان والواقع مؤثر كبير، ولا يصح نقل الفتاوى القديمة حرفيًا دون النظر للتطورات الحديثة.
ضوابط سفر المرأة للحج في العصر الحديث
- يجب أن تكون وسيلة النقل آمنة وموثوقة، سواء طيران أو باصات، والأفضل أن تكون في رحلة جماعية منظمة.
- على المرأة التأكد من حجزها المسبق والسكن الملائم داخل البعثة أو الحملات المرخصة، لتجنب الاضطراب أو الفوضى.
- من الضروري أن تتوفر رفقة مأمونة، أي نساء ثقات أو عائلة معروفة، وليس مجرد وجود غرباء في الطريق.
- أن تلتزم المرأة بالحجاب الكامل والسلوك المحتشم، وهذا جزء من السلامة وشرط مهم في السفر.
- أن يكون معها هاتف وشريحة محلية ومصدر شحن دائم، للتواصل وطلب المساعدة عند الحاجة.
- معرفة أرقام الطوارئ ومكاتب الإرشاد في المشاعر ضرورة لا تُغفل، خاصة إذا ضاعت أو احتاجت دعمًا.
- أن تتبع الجدول الزمني لحملتها أو بعثتها حرفيًا، ولا تتنقل منفردة إلا للضرورة القصوى.
- إذا كانت مريضة أو تحتاج إلى عناية، يجب أن تُرافقها مرافقة أو تنسق مع بعثتها لوجود طبية متخصصة.
- التعرف على تفاصيل المناسك قبل السفر، لتقلل التوتر وتزيد من تركيزها على أداء الفريضة بإتقان.
إذا حجت المرأة بدون محرم فهل حجها صحيح؟ هي مسألة محل خلاف بين أهل العلم، لكن الراجح أن حجها صحيح إذا استوفت باقي الأركان والشروط، وإن كانت آثمة عند من يشترط وجود المحرم في السفر.
اقرأ أيضًا: