يأتي شهر رمضان المبارك في كل سنة ليكون نقطة تحول روحية في حياة كل مسلم، ولكن العشر الأواخر منه تُشكل الذروة في ذلك الشهر، فتلك الأيام التي تتحقق فيها أعلى درجات الاستجابة من الله، حيث تزداد الأعمال الصالحة في الأجر، وهي فترة نقاء ورفعة روحية، يجد المسلم لحظات كثير من الراحة النفسية والسكينة التي لا تعوض، لذا في السطور التالية سنُعرفك على احب الاعمال الى الله في العشر الاواخر من رمضان.
احب الاعمال الى الله في العشر الاواخر من رمضان
في عالمنا المعاصر الذي يكثر فيه الضغوطات اليومية ويشتد التوتر، يصبح من الصعب أن يجد المسلم وقتًا مميزًا للتفرغ للعبادة والذكر، حتى يأتي شهر رمضان المبارك.
ولا سيما العشر الأواخر من رمضان فهي بمثابة فرصة ذهبية لإعادة التوازن الروحي والتفرغ الكامل لعبادة الله تعالى؛ فهذه الأيام تحمل في طياتها فضل عظيم، ومن احب الاعمال الى الله في العشر الأواخر من رمضان:ا1- الاعتكاف في المسجد
إن الاعتكاف يعني الانقطاع عن الدنيا والانشغال في العبادة فقط داخل المسجد، وكان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يخص العشر الأواخر بالاعتكاف في المسجد.
كما يكثر من العبادة والذِكر والتأمل في هذه الأيام المباركة، فالاعتكاف يعزز الإحساس بالقرب من الله، ويُتيح للمرء الفرصة للانغماس في عبادة خالصة بعيد عن ضغوطات الحياة.
ويكون فرصة لتجديد الروح وصحة القلب، ووسيلة للتفكير في الدار الآخرة، والتوبة من الذنوب، والسعي لإرضاء الله تعالى والتقرب له.
2- التهجد وقيام الليل
من احب الاعمال الى الله في العشر الاواخر من رمضان هو قيام الليل ولا سيما أن ليالي هذه العشر أيام قد يكون فيها ليلة القدر، وهي الليلة التي خيرٌ من ألف شهر.
ولِما لتلك الليلة من فضل عظيم، فيستحب الإكثار من الصلاة والتهجد، وهكذا يتقرب العبد لربه ويغسل قلبه من الشوائب.
3- الاستغفار والدعاء
إن الله –سبحانه وتعالى- يُحب العبد الذي يتوب إليه ويطلب المغفرة من زلاته، وفي العشر الأواخر من رمضان يجب الإكثار من الدعاء والاستغفار.
فالدعاء في رمضان مستجاب، ولا سيما في العشر الأواخر يتضاعف الأجر ويستجيب الله للعباد بما يشاء، وثمة أدعية عدة مستحبة من السنة، مثل: "اللهم إنك عفوٌ كريم تحب العفو فاعفُ عني".
4- إخراج الصدقات
من أحب الأعمال إلى الله في شهر رمضان المبارك بشكل عام هو الصدقة، لكن في العشر الأواخر يتضاعف الأجر والبركة، وعلى المسلم أن يكون أكثر سخاءً في عطائه.
فالصدقة لا تقتصر إطلاقًا على تقديم المال فقط، بل إنها تشمل جميع أنواع الخير، مثل الكلمة الطيبة، المشاركة في مبادرات خيرية، مساعدة المحتاجين، وحتى الابتسامة.
5- تدبر القرآن
ختام القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك له فضل عظيم، ولا سيما في العشر الأواخر الأيام التي تكثر فيها قراءات القرآن الكريم، إذ يحرص كل مسلم على تلاوته بخشوع وتركيز.
فقراءة القرآن الكريم في رمضان لها أجر مضاعف، وفي العشر الأواخر ليلة القدر التي نزل فيها القرآن يزداد فصل تلك القراءة.
6- التوبة والإنابة
العشر الأواخر من رمضان فرصة ذهبية للتوبة الصادقة والإنابة إلى الله تعالى، إنها لحظة التأمل في الحياة والاعتراف بالخطايا والسعي نحو التقرب له عز وجل.
فالتوبة النصوحة تفتح إزاء العبد أبواب المغفرة وتغسل قلبه من الذنوب، وتجعله دائمًا على استعداد لاستقبال يوم العيد بروح نقية.
7- التحلي بالصبر والاحتساب
إن العشر الأواخر من رمضان هي فترة يزداد فيه التعب والجهد بسبب الصيام ومشقته، لكن على مسلم أن يتحلى بالصبر والاحتشام.
فوِرِد كثير من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن العبادة في رمضان بحاجة لصبر ونية طيبة في كل لحظة.
فضل العشر الأواخر من رمضان
العشر الأواخر من رمضان هي من أعظم وأحب الأيام إلى الله تعالى، فذلك وقتٌ مبارك في الشهير الفضيل، يحظى المسلم بفرص عديدة للتقرب إلى الله.
وطلب المغفرة والطهارة الروحية، ولذلك خُصت بأنها فرصة ذهبية لكل مسلم للقيام باحب الاعمال الى الله في العشر الاواخر من رمضان والأعمال الصالحة، ففضلها:
- ليلة القدر: تحتوي تلك الأيام على ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، فهذه ليلة مميزة يُستجاب فيها الدعاء وتُغفر الذنوب، وتتنزل الملائكة على الأرض، وتجعلها ليلة مليئة بالبركات والرحمة.
- تكفير الذنوب: إن العشر الأواخر فرصة عظيمة لتكفير الذنوب وزيادة الحسنات، فتلك أيام مغفرة ورحمة، ومن أخلص في العبادة يغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له.
- العتق من النار: في هذا الشهر المبارك تُغلق أبواب النار وتُفتح أبواب الجنة والرحمة والمغفرة، وهذا يعني أن العبد طوال ذلك الشهر يتمتع بفرصة عظيمة للتوبة والعودة لله في وقت تغلق فيه أبواب الشر وتفتح أبواب الخير.
- إجابة الدعاء: ذلك الوقت مُستجاب فيه الدعاء، ولا سيما في ليلة القدر، فالمسلم مطالب بالتوجه إلى الله بالدعاء في هذه الأيام راجيًا من الله أن يوفقه للطاعة وأن يغفر له ذنوبه، ولذلك على المسلم أن يكثر من الدعاء لا سيما في الليالي الفردية.
إن العشر الأواخر من رمضان بمثابة فرصة عظيمة إزاء المسلمين للتقرب إلى الله تعالى ومناحب الاعمال الى الله في العشر الاواخر من رمضان، وزيادة العبادات والطاعات، فهي أيام مغفرة وعتق من النار، ويبسط فيها رحمته على عباده، لذا فليُضاعف المسلم جهده في هذه الأيام المباركة بأن يسعى لاستثمار كل لحظة منها بما يقربه له عز وجل.
اقرأ أيضًا: