أهمية التبرع للجمعيات الخيرية في دعم العمل الخيري

27 يوليو 2025
جروميرس
التبرع للجمعيات الخيرية

يُعتبر التبرع للجمعيات الخيرية من أهم صور التكافل الاجتماعي؛ إذ يساعد على تحسين حياة الأفراد المحتاجين وغير المقتدرين، ويعزز روح التضامن في المجتمع، لا سيّما مع اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء في كثير من المجتمعات، ومع زيادة أهمية دعم الأعمال الخيرية لحل هذا العجز وتحقيق العدالة الاجتماعية، قد يقع المتبرعين في فخ التبرع للجهات غير الموثوقة، لذا نعرض لك اليوم كيفية اختيار الجمعية المناسبة للتبرع تفصيلًا، مع توضيح أهمية التبرع وأثره في المجتمع.

أهمية التبرع للجمعيات الخيرية في دعم العمل الخيري

تُعد الأعمال الخيرية من الركائز الأساسية لبناء مجتمعات متماسكة وقادرة على مواجهة التحديات المختلفة، وفي هذا الإطار نجد التبرع للجمعيات الخيرية واحدًا من أبرز طرق تحقيق التكافل والعدالة الإنسانية، بل إنه حلقة وصل بين الأفراد الراغبين في تقديم المساعدة وأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها، مع العلم أن أهمية التبرع للجمعيات على وجه الخصوص يُمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • تمتلك الجمعيات شبكات وعلاقات تسمح بوصول التبرعات إلى المناطق النائية والفئات الأكثر تهميشًا، وتنفيذ مشاريع كُبرى قد يصعب على الأفراد القيام بها بمفردهم.
  • تضمن الجمعيات استمرارية المشاريع والعمل الخيري على المدى الطويل، وتخضع لمعايير محاسبية وإدارية تضمن الشفافية في استخدام الأموال.
  • تعمل الجمعيات بفرق متخصصة لديها دراية عميقة بالمشكلات الاجتماعية الأكثر تأثيرًا على الأفراد، وكيفية معالجتها بالطرق الأكثر فعالية.

كيف نختار الجمعية المناسبة للتبرع؟

مع كثرة أعداد الجمعيات الخيرية وتنوع مجالات عملها، أصبح من الضروري أن يكون المتبرع دقيقًا في اختياره للجهة التي يرغب في تقديم دعمه لها؛ حيث يُعد وصول الأموال أو الموارد إلى مُستحقيها مسئولية كبيرة، ولذلك هناك بضع خطوات لا بُد من القيام بها للتأكد من أن التبرع سيذهب للجهة الصحيحة من خلال الجمعية، وهي:

أولًا: التأكد من توافق أهداف الجمعية مع القيم الشخصية

أول خطوة في اختيار الجمعية المناسبة هي تحديد القضايا والمجالات التي ترغب في دعمها، هل تفضل دعم مشاريع التنمية طويلة المدى أم حالات الإغاثة الطارئة؟ هل توّد دعم التعليم أو مساعدة الأيتام؟ أم توفير الرعاية الصحية للمرضى ودعم اللاجئين؟ أو غير ذلك من المجالات المتعددة، حدد المجال الذي يتوافق مع قيّمك الشخصية واهتماماتك؛ إذ يساعدك ذلك على الشعور بالرضا التام عن تبرعك.

ثانيًا: التحقق من ترخيص الجمعية

إنها الخطوة الأكثر أهمية لضمان فعالية تبرعك ووصوله إلى الفئات المستحقة، لذا تأكد أن الجمعية مُسجلة ومرخصة رسميًا من الجهات الحكومية المختصة في بلدك، وغالبًا ما يكون رقم الترخيص معروضًا على موقع الجمعية، وإذا لم يكُن معروضًا استفسر عنه.

ثالثًا: مراجعة سُمعة الجمعية

استخدم محركات البحث للاطلاع على أخبار الجمعية ومعرفة سُمعتها، والتحقق من أي شكاوى محتملة، كما يُمكنك سؤال أحد الأصدقاء أو الأقارب أو المعارف الذين لديهم تجارب سابقة مع الجمعية إن وُجِدوا، مع العلم أن هناك الكثير من الجمعيات التي تنشر شهادات وقصص نجاح المستفيدين من التبرعات، مما يمنحك فكرة عن تأثير أعمالهم بشكلٍ واضح.

رابعًا: رؤية تقارير الشفافية والإنجازات

من الضروري أن تكون على دراية بكيفية استخدام الأموال في الجمعية التي تقدم لها الدعم، ومدى كفاءة إنفاقها لأموال المتبرعين، وستجد أن الجمعيات الموثوقة دائمًا ما تنشر تقارير سنوية على مواقعها الإلكترونية، تشمل القوائم المالية المدققة ونسبة النفقات الإدارية والتشغيلية مقارنةً بالمبلغ الذي يذهب إلى البرامج والمشاريع مباشرةً.

مع العلم أن الأفضل هو أن تتراوح النفقات الإدارية بين 10-20% كحد أقصى، مع مراعاة اختلاف ذلك وفقًا لطبيعة عمل الجمعية ومجالها،

خامسًا: توفير الجمعية وسائل تواصل واضحة

عادةً ما يكون لدى الجمعيات النشِطة والموثوقة وجود قوي على وسائل التواصل الاجتماعي، وموقع إلكتروني مُحدث يعرض كافة مشاريعها وأنشطتها بانتظام، لذا اختر الجمعية التي لها وجود إعلامي بارز ووسائل تواصل واضحة.

سادسًا: التحقق من الأثر الحقيقي للتبرعات

لا يُمكنك التبرع للجمعيات الخيرية التي يتحقق فيها ما سبق من العوامل فحسب، بل يجب التأكد أنها جمعية فعالة في تحقيق أهدافها، لذا تحقق أولًا هل المشاريع التي تنفذها الجمعية ذات أثر ملموس ومستدام؟ كيف تدير الجمعية مواردها؟

هل لديها خطط طويلة الأجل للمشاريع المدعومة أم تعتمد على الحلول المؤقتة فحسب؟ مع العلم أن الجمعيات التي تعمل على تمكين الأفراد بدلًا من تقديم المساعدات المؤقتة لهم فقط عادةً ما تكون أكثر استدامة.

سابعًا: زيارة مقر الجمعية والتواصل المباشر

إذا طبقت كل ما سبق ذكره من النصائح فأنت تتبرع في المكان الصحيح وليس لجمعية مجهولة أو غير موثوقة، وإن كان بإمكانك التأكد بخطوة أخيرة قُم بذلك، من خلال زيارة مقر الجمعية إن وُجِد على أرض الواقع، أو زيارة أحد مشاريعها الميدانية، مما يمنحك نظرة أعمق لأسلوب عملها، ولا تتردد في طرح أي أسئلة تدور في ذهنك حول كيفية عملهم.

دور التكنولوجيا في تسهيل التبرع

أحدثت التكنولوجيا تحوّل ملحوظ في طرق التبرع للجمعيات الخيرية؛ حيث أصبحت أكثر مرونة وسهولة من أي وقتٍ مضى، إذ لا يتحتم عليك زيارة مقر الجمعية أو انتظار حملات ميدانية لتقديم تبرعاتك، بل أصبح التبرع متاح للجميع من أي مكان وفي أي وقت حتى دون الخروج من المنزل، وذلك بأكثر من وسيلة، كما يلي:

1- منصات التبرع الإلكترونية

ظهرت العديد من المواقع الإلكترونية الخاصة بالجمعيات الخيرية خلال السنوات الأخيرة، والتي تتيح للمستخدمين تصفح الحملات المختلفة، واختيار الفئات التي يرون أنها أكثر احتياجًا، وإتمام إجراء التبرع خلال دقائق معدودة بشكلٍ مرِن وآمن في نفس الوقت، مثل موقع جمعية أصدقاء القلب الخيرية الإلكتروني.

2- التبرع عبر تطبيقات الهواتف الذكية

هناك الكثير من الجمعيات الخيرية أصبحت تمتلك تطبيق إلكتروني خاص بها لدعم التبرع السريع، مع مراعاة توفير إمكانية تتبع أثر التبرع، استلام إشعارات بالحملات الجديدة لجهة التبرع، وغير ذلك الكثير من الخدمات التي تُشعر المتبرعين أن أموالهم ستصل إلى الفئة الصحيحة، خاصةً الشباب الذين يعتمدون على الهاتف في كل شيء.

3- الدفع الإلكتروني والتحويل الفوري

إذا كنت تمتلك إحدى الوسائل التي يُمكنك استخدامها في الدفع الإلكتروني، مثل البطاقات البنكية والمحافظ الإلكترونية (Apple pay، STC Pay، Google Pay)، يُمكنك إتمام التبرع خلال ثواني بضغطة زر، دون الحاجة إلى القيام بأي إجراءات معقدة، مما يُشجع على التبرع بشكلٍ متكرر ولو بمبالغ صغيرة.

4- وسائل التواصل الاجتماعي

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شيوعًا مثل فيس بوك، إنستغرام، تيك توك، دور كبير في تعزيز الوعي بالقضايا الإنسانية وجمع التبرعات، وقد بدأت بعض هذه المواقع في السماح للناس بإنشاء حملات دعم في مناسبات مثل أعياد الميلاد أو حالات الطوارئ لجمع التبرعات مباشرةً من خلالها، مثل فيس بوك.

5- تعزيز الثقة والشفافية

اهتمت العديد من منصات التبرع الإلكتروني بدعم خاصية تتبع أثر التبرع، والذي يُمكّن المتبرع من معرفة الجهة التي ذهب إليها ماله، وكيف تم استخدامه، مما يعزز الثقة بين المتبرع ومنصة التبرع، ويشجعه على الاستمرار في الدعم من حين لآخر.

لا سيّما أن هناك بعض الجمعيات أصبحت تدعم العقود الذكية، والذي يضمن توصيل التبرعات بشكل تلقائي وفوري إلى الجهات المستفيدة دون الحاجة إلى وسيط، وهنا يبرز دور التكنولوجيا في زيادة حجم التبرعات ورفع كفاءتها.

6- تقنيات الذكاء الاصطناعي

تعتمد بعض الجمعيات الخيرية الحديثة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لفهم سلوك المتبرعين، وتوجيه الحملات إليهم بشكلٍ أكثر فاعلية، ومعرفة أفضل الأوقات والأساليب التي تشجع الناس على التبرع، مما يعزز من كفاءة الحملات ويرفع معدل التبرعات.

لا يقتصر دور التبرع للجمعيات الخيرية في كونه وسيلة لمساعدة الآخرين، بل هو أيضًا وسيلة لرقيّ النفس وتقدُم المجتمع، ابدأ الآن رحلة تبرعك من خلال موقع جمعية أصدقاء القلب الخيرية، فربما تبرع صغير منك يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة شخصٍ آخر.

اقرأ أيضًا: