أعمال الخير هي أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه، وتتجلى فيه معاني الإنسانية والرحمة؛ حيث لا تقتصر على نوع معين، بل تشمل كل عمل نافع يُقصد به وجه الله تعالى، ويعود بالنفع على فردٍ ما أو على المجتمع، ولأن الإسلام قد ربط بين الإيمان والأعمال الصالحة، نوضح لكم تفصيلًا فضل اعمال الخير وتأثيرها الإيجابي على صاحبها ومن يتلقاها.
فضل اعمال الخير
عادةً ما يتسابق المسلمون في أعمال الخير، والتي تتنوع بين أعمال الخير المعنوية والمادية؛ لما لها من أجرٍ عظيم عند الله عز وجل، وفوائد جليلة تعود على الفرد والمجتمع، وقد تمثل فضل اعمال الخير بمختلف أشكالها فيما يلي:
أولًا: الأثر على الفرد
تُشكل أعمال الخير ركيزة أساسية في بناء الإنسان والمجتمع، فهي ليست أفعال عابرة تعود بالنفع على صاحبها أو من تُقدم له فحسب، بل هي بذور يزرعها العبد ليحصد ثمارها، ولا تقتصر تلك الثمار على الأثر الإيجابي المادي فحسب، بل يشمل أبعاد نفسية، اجتماعية، وحتى روحية عميقة، تتمثل فيما يلي:
1- الفوز برضا الله
تتمثل أعظم أشكال فضل اعمال الخير في رضا الله على العبد الذي يقوم بها؛ حيث تُسهم بشكلٍ كبير في تعزيز العلاقة بين العبد وربه، ويضاعف له الحسنات ويوفقه في حياته، ويُحلّ عليه بركاته ورضاه.
2- كسب حب الآخرين
عادةً ما يحب الناس الشخص الذي يساعد غيره ويكون سببًا لسعادة الآخرين، لذا فإن حرص الفرد على عمل الخير يجعله محبوب من الجميع ومصدر استئناس لهم، وذلك بالطبع إذا كان يقدمه ابتغاء رضا الله - عز وجل - بنفس راضية وروح طيبة، دون انتظار مقابل ممن يقدم لهم أشكال المساعدة.
3- تهذيب النفس وتعزيز الرضا
تُسهم صور أعمال الخير المختلفة في تنقية النفس من المشاكل النفسية؛ إذ يشعر الإنسان وكأنه خالي من معظم الصفات السيئة، مثل البخل، الأنانية، التكبر والحقد على الآخرين، مما يساعده على تهذيب نفسه والشعور بالرضا تجاه حياته، ونشر صفاته الحميدة لغيره من أفراد المجتمع.
4- التخلص من المشاعر السلبية
يُمثل العطاء أحد أقوى وسائل السعادة والرضا عن النفس؛ إذ يشعر الإنسان بأهميته وقيمته الذاتية حينما يقدم المساعدة للآخرين، ولأن هذه السلوكيات تفرز مواد كيميائية في الدماغ مثل الدوبامين، والتي ترتبط بمشاعر السعادة والاطمئنان، تعتبر أعمال الخير وسيلة للتخلص من المشاعر السلبية وتقليل التوتر والقلق.
5- الوقاية من عذاب الآخرة
لا شك أن أعمال الخير هي أفضل وسيلة لضمان الوقاية من عذاب الآخرة؛ إذ يجعل الله الجنة من نصيب من كانت صحيفته مليئة بالأعمال الخيرية بمختلف أشكالها، وما علينا كبشر مسلمين إلا تقديم كل ما هو خيّر في الحياة الدنيا لننال من الله الفوز العظيم في الآخرة.
6- الحماية من الأذى
أكد لنا رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - أن الأعمال الخيرية بإمكانها إزالة السوء عن صاحبها، وحمايته من أذى كان سيحدث له، وذلك في رواية أم سلمة أم المؤمنين: "صَنائعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، والصَّدَقةُ خَفِيًّا تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ زيادةٌ في العُمُرِ، وكلُّ معروفٍ صدَقةٌ، وأهلُ المعروفِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المعروفِ في الآخِرةِ" (صحيح الجامع).
ثانيًا: الأثر على المجتمع
إنّ فضل اعمال الخير على الصعيد المجتمعي لا يُمكن الاستقلال به؛ إذ تُعد بمثابة غراء يربط بين أفراد المجتمع ويقوي نسيجه، مما يساعد على بناء مجتمع أكثر قوةً وتماسك، ومن أهم آثار أعمال الخير على المجتمع ما يلي:
1- نشر قيم المحبة في المجتمع
يساعد حرص الفرد على عمل الخير على نشر الحب والود والسلام بين أفراد المجتمع الواحد، مما يُسهم في إنهاء صور الحقد والكُره بينهم، وذلك عندما يساعدون بعضهم البعض ويشعر القادرون بالمسئولية تجاه غير القادرين ماديًا، فتصبح هذه الأفعال مثالًا يُحتذى به، ووسيلة لتشجيع الآخرين على تبني نفس السلوكيات.
2- الحد من الجريمة والعنف
دائمًا ما تكون المجتمعات التي ينتشر فيها التكافل والتعاون أقل عرضة للتفكك الاجتماعي، وبالتالي لا ينتشر فيها حدوث الجرائم والحوادث العنيفة، مثل السرقة التي يفعلها بعض الأفراد نظرًا لحاجتهم إلى المال، ويقل حدوث ذلك حينما يشعر الأفراد بالانتماء والأمان في مجتمعهم.
3- بناء مستقبل أفضل
عندما يشارك كافة أفراد المجتمع القادرين في أعمال الخير، فهم يستثمرون في مستقبل أفضل لأنفسهم والأجيال القادمة على حدٍ سواء، مما يؤدي إلى وجود تنمية مستدامة وازدهار بنسبة كبيرة، وبالتالي بناء مستقبل أفضل لأفراد المجتمع.
4- تعزيز التكافل الاجتماعي
تُسهم أعمال الخير المادية بشكلٍ كبير في تعزيز التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وذلك حينما يساند الأفراد ذوي القدرة المحتاجين والفقراء، مما يقلل من حالات الفقر والمعاناة في المجتمع، وبالتالي تكون أعمال الخير بمثابة شبكة أمان اجتماعي.
طبّق عمل خيري وتبرع مع جمعية أصدقاء القلب
إذا أردت تطبيق أحد أعظم أعمال الخير وهما إخراج الصدقات والزكاة، لا يُمكنك تجاهل جمعية أصدقاء القلب الخيرية التي تمكنّك من ذلك بشكلٍ آمن وبسيط، يجعلك تضمن وصول صدقاتك إلى الجهات المحتاجة، مع العلم أنك أنت من تختار الفئة المُراد وصول أموالك إليها.
حيث إن جمعية أصدقاء القلب الخيرية هي أول جمعية سعودية متخصصة في علاج القلب، ومسجلة بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، تدعم الفقراء المحتاجين المرضى، من الأطفال، النساء، الشباب، وكبار السن؛ إذ تضم عدد كبير من الحالات التي تحتاج إلى تدخل عاجل لإنقاذهم وتفريج كربهم.
تترك لك الجمعية حرية الاختيار، هل ترغب في تقديم صدقاتك للمرضى الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات القلب المفتوح؟ أم ترغب في تقديم مساعدات طبية بشراء أجهزة وأدوية أو دفع ثمن الفحوصات الدورية الباهظة لمساعدة فئة أخرى من المرضى؟
أيضًا يُمكنك التوجه إلى خيار التبرع العام الذي يشمل عِدة صور لتوصيل أموالك إلى الفئات المحتاجة بنيّات مختلفة، مثل صدقة يوم عرفة، صدقة عشر ذي الحجة، صدقة الجمعة، أو الصدقة بنيّة الشفاء.
وآخر خيار متاح هو التبرع بنيّة إخراج الزكاة، مع العلم أن الموقع يستقبل زكاة الأموال والذهب على حدٍ سواء؛ ولأن الزكاة ركن من أركان الإسلام الأساسية، لا يُمكن أن تغفل عنها، ابدأ في إخراج زكاة أموالك لتطهيرها وتنقيتها وزيادة بركتها، واجعل نفسك عاملًا مؤثرًا في تحقيق العدالة الاجتماعية.
تُعد أعمال الخير بمثابة نور في القلب، وسبب في رضا الله على عباده، وبعد أن تعرفت على فضل اعمال الخير وتأثيرها في حياة الفرد والمجتمع، لا بُد أن تجعل الخير شعارًا في حياتك، وبإمكانك تطبيقه بأكثر من طريقة من خلال جمعية أصدقاء القلب الخيرية.
اقرأ أيضًا: