إن إيجاد اشخاص عملوا اعمال خيريه ليس بصعب، فالعمل الخيري من أسمى الأعمال التي يمكن للإنسان القيام بها، إذ يعبر عن نية حسنة وعطاء بلا مقابل، هدفه تحسين حياة الأفراد والمجتمعات. على مر التاريخ، برز أشخاص كرسوا جزءًا كبيرًا من حياتهم ومواردهم لمساعدة الآخرين، وقد ألهمت قصصهم الكثيرين حول العالم للسير على خطاهم. في هذا المقال، سنتناول بعضاً من هؤلاء الأشخاص، الذين أسهمت جهودهم في تغيير حياة الناس، وأصبحت أعمالهم مصدر إلهام للكثيرين.
أهم اشخاص عملوا اعمال خيريه في العالم
الأم تيريزا
الأم تيريزا هي واحدة من أبرز الأسماء التي يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن أبرز اشخاص عملوا اعمال خيريه. وُلدت باسم "أنجيزيا غونزها بوياخيو" في مقدونيا، لكنها قضت معظم حياتها في الهند حيث كرست نفسها لخدمة الفقراء والمرضى. في عام 1950، أسست "جمعية الإرسالية الخيرية" التي أصبحت لاحقاً واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في العالم. ساعدت الأم تيريزا، من خلال الجمعية، الآلاف من الناس في الهند وخارجها، حيث قدمت لهم الرعاية الطبية والتعليم والمأوى. حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1979 تقديراً لجهودها في تخفيف معاناة الفقراء، ولا يزال إرثها الخيري مستمراً حتى اليوم.
بيل غيتس
مؤسس شركة "مايكروسوفت" وأحد أغنى رجال العالم، إلا أن بيل غيتس قرر منذ سنوات طويلة تخصيص جزء كبير من ثروته للأعمال الخيرية. في عام 2000، أسس "مؤسسة بيل ومليندا غيتس" مع زوجته مليندا، وهي مؤسسة تهدف إلى تحسين الرعاية الصحية والتعليم في العالم، خاصة في البلدان النامية. وقد ساهمت المؤسسة في مكافحة أمراض مثل شلل الأطفال والملاريا، وقدمت دعماً كبيراً لتطوير لقاحات وأدوية جديدة. يعتبر بيل غيتس نموذجاً لرجل الأعمال الناجح الذي استثمر نجاحه في الخير العام، حيث يواصل العمل من خلال مؤسسته لتقديم المساعدة لملايين البشر.
محمد يونس
الاقتصادي البنغلاديشي محمد يونس يُعتبر رائد مفهوم "القروض الصغيرة"، وهو مفهوم يهدف إلى مساعدة الفقراء، وخاصة النساء، على تحسين حياتهم الاقتصادية عبر توفير تمويلات صغيرة بدون ضمانات. أسس يونس "بنك غرامين" عام 1983، وكان هدفه تمكين الفقراء من إقامة مشاريع صغيرة يمكن أن تساعدهم في تحسين ظروفهم المعيشية. ساعدت هذه القروض الآلاف في بنغلاديش على الخروج من دائرة الفقر، وتوسع النموذج ليشمل بلداناً أخرى. حصل محمد يونس على جائزة نوبل للسلام عام 2006، نظراً لتأثيره العميق في تقليل الفقر وتشجيع التنمية الاقتصادية المستدامة.
أنجلينا جولي
الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي ليست فقط نجمة هوليوودية، بل هي أيضًا سفيرة للنوايا الحسنة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. منذ أكثر من 20 عامًا، قامت جولي بزيارة مناطق صراعات حول العالم وقدمت الدعم اللازم للمتضررين، بما في ذلك اللاجئين والنازحين. أسست جولي "مؤسسة جولي-بيتو" التي تهدف إلى دعم حقوق الإنسان وتقديم المساعدة للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم. وقد ساهمت في بناء مدارس ومستشفيات في عدة دول، بالإضافة إلى دعمها لبرامج مكافحة العنف ضد المرأة. تعتبر جولي مثالًا للنجوم الذين يستخدمون شهرتهم لتحقيق تغيير إيجابي في العالم.
وارن بافيت
يُعرف رجل الأعمال الأمريكي وارن بافيت كرئيس تنفيذي لشركة "بيركشير هاثاواي" وكأحد أنجح المستثمرين في العالم. وعلى الرغم من ثروته الطائلة، إلا أن بافيت قرر في عام 2006 التبرع بـ 99% من ثروته للأعمال الخيرية، وقد اختار "مؤسسة بيل ومليندا غيتس" كأحد المستفيدين الرئيسيين من هذه التبرعات. يؤمن بافيت بأن الثروة التي تراكمت لديه يمكن أن تُستخدم بشكل أفضل لتحسين حياة الآخرين بدلاً من الاحتفاظ بها. ويعتبر وارن بافيت قدوة في العطاء، حيث ألهم العديد من رجال الأعمال والأثرياء حول العالم لتقديم جزء من ثرواتهم لخدمة المجتمع.
جي. كيه. رولينغ
الكاتبة البريطانية جي. كيه. رولينغ، الشهيرة بسلسلة "هاري بوتر"، استفادت من نجاحها الأدبي لتحقيق أثر إيجابي في مجال العمل الخيري. أسست "مؤسسة لوموس" التي تهدف إلى مساعدة الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية والذين يعيشون في مؤسسات أو في ظروف غير ملائمة. كما أنها تدعم قضايا أخرى مثل الصحة النفسية ومكافحة الفقر. تُعدّ رولينغ مثالاً على الأشخاص الذين يكرسون ثروتهم ووقتهم لدعم القضايا الإنسانية، خاصة الأطفال الأكثر حاجة إلى الرعاية والحب.
نيلسون مانديلا
الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا هو رمز عالمي للنضال من أجل الحرية والعدالة، وقد استغل مكانته لدعم العديد من القضايا الخيرية. أسس مانديلا "مؤسسة نيلسون مانديلا" التي تركز على تحسين التعليم، والرعاية الصحية، والتنمية الاجتماعية في جنوب أفريقيا. عمل مانديلا على تعزيز التفاهم بين مختلف الفئات في المجتمع وتشجيع التعايش السلمي. وحتى بعد رحيله، ما زالت مؤسسته تعمل على تحقيق رؤيته في بناء مجتمع عادل يسوده التعاون والسلام.
شيخ عبد الله بن بيه
العالم الإسلامي الشيخ عبد الله بن بيه من الشخصيات البارزة التي كرست حياتها لنشر السلام والتفاهم بين الأديان والثقافات، وقد أسس "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" الذي يهدف إلى تقليل النزاعات العرقية والدينية وتعزيز التعايش السلمي. قام الشيخ عبد الله بعدد من المبادرات لتعزيز الحوار بين المسلمين وغير المسلمين حول العالم، وأصبح أحد رموز السلام والتعايش، حيث ألهمت جهوده العديد من الناس للعمل من أجل بناء مجتمعات أكثر استقراراً وسلاماً.
هؤلاء الأشخاص هم مجرد أمثلة عن الآلاف من أبرز اشخاص عملوا اعمال خيريه حول العالم، وقد قدموا الكثير للآخرين دون انتظار مقابل. تبرز أهمية العمل الخيري في قدرتها على بناء مجتمعات أكثر استقرارًا، وتحقيق فرص متكافئة للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو الاقتصادية. إن تكرار هذه القصص الملهمة يعزز من روح العطاء ويحفز الآخرين على تقديم الخير، سواء كان ذلك من خلال الوقت أو المال أو المعرفة، فكل مساهمة مهما كانت صغيرة تسهم في إحداث فرق كبير في حياة الناس.
اقرأ أيضًا:
- افكار للصدقات بسيطة
- أهمية وجود مشاريع الجمعيات الخيرية: ركيزة لدعم المجتمعات وتحقيق التكافل الاجتماعي