دعم مرضى القلب.. خطوة مهمة لنبضات لا تتوقف

7 أغسطس 2025
جروميرس
دعم مرضى القلب

لقد شهدت البشرية عبر عصورها تقدمًا هائلًا في ميادين الطب، لكن أمراض القلب ظلت تحديًا متواصلًا يُهدد حياة الملايين، فلا زال القلب العضو الأكثر تعرضًا للأمراض المزمنة التي تتطلب تدخلًا دقيقًا ودعمًا متواصلًا، وفي هذا الإطار تُشكِّل جهود دعم مرضى القلب عمودًا فقريًا في منظومة الرعاية الصحية، حيث لا يقتصر الأمر على تقديم العلاج فحسب، بل يتجاوز ذلك لتعزيز الوعي الصحي، وتوفير البيئة النفسية والاجتماعية التي تقوي منعة المرضى في مواجهة المرض، وفي السطور التالية سنُساعدك لتعرف كيف يمكن دعم مرضى القلب.

دعم مرضى القلب.. خطوة مهمة لنبضات لا تتوقف

إن دعم مرضى القلب لا يقتصر على الجانب العلاجي فحسب، بل هو منظومة متكاملة من الجهود النفسية، والمجتمعية، والاقتصادية.

فمريض القلب يواجه تحديات متراكبة، تبدأ من لحظة التشخيص، ولا تنتهي عند الجراحة أو تناول الدواء، فمن أبرز هذه التحديات:

  • تكاليف العلاج الباهظة: إن عمليات القسطرة، وجراحات القلب المفتوح، وتركيب الدعامات أو الصمامات، كلّها إجراءات تُثقل كاهل المرضى، وخاصةً الفقراء ومحدودي الدخل، إذ تتجاوز أسعارها أحيانًا قدرات الأسرة كاملة.
  • الاحتياج الدائم للمتابعة: مريض القلب لا يُشفى بجرعة دواء واحدة أو عملية واحدة، بل يحتاج لرعاية مستمرة، وأجهزة مراقبة، وتحاليل دورية، ونمط حياة خاص يفرض عليه تكاليف إضافية.
  • الضغط النفسي والانهيار المعنوي: الألم لا يكون في الجسد وحده، بل يطول النفس أيضًا، فالخوف من الموت، من الإعاقة، من فقدان الدور في الأسرة أو المجتمع، كلّها هواجس تنهش في أعماق المريض، وتُرهقه أكثر مما يُتخيل.
  • نقص الدعم المجتمعي والوعي الصحي: في كثير من الأحيان، يُهمَل مرضى القلب اجتماعيًا، فلا يشعرون بالاحتواء، ولا يجدون الدعم المعنوي أو النفسي من المحيطين بهم، مما يزيد من شعورهم بالعزلة.

لهذا كُله فإن دعم مرضى القلب لا يُعدّ ترفًا ولا خيارًا ثانويًا، بل خطوة إنسانية مُلحّة، تمثل ذروة الرحمة، وقمة التكافل، وسبيلًا لبعث الحياة في قلوبٍ أرهقها المرض.

كيف يمكن للمجتمع أن يُغيّر واقع مرضى القلب؟

إن المسؤولية في دعم مرضى القلب لا تقع على عاتق جهة واحدة فحسب، بل هي مسؤولية جماعية، تبدأ من الفرد، وتمرّ بالمجتمع، وتنتهي بالمؤسسات الرسمية والخيرية.

والواقع يُثبت دومًا أن التغيير الحقيقي يبدأ بخطوة، وبجهدٍ صادق، وإن كان بسيطًا، فكيف يمكن للمجتمع أن يُغيّر هذا الواقع؟

  • التبرع المنتظم والمستمر: إن التبرع لمرضى القلب هو استثمار في الحياة، ومساهمة في إنقاذ إنسان قد يكون أبًا لأطفال، أو أمًا ترعى أسرة، أو شابًا في بداية عمره، والتبرعات الشهرية حتى وإن كانت بسيطة، تخلق فارقًا هائلًا عندما تتجمع.
  • رفع الوعي الصحي: إن تنظيم حملات توعوية حول الوقاية من أمراض القلب، وأهمية الفحوصات المبكرة، والتغذية السليمة، يمكن أن يقي آلاف الناس من الإصابة، ويخفف العبء عن المنظومة الصحية.
  • المساندة النفسية والاجتماعية: لا شيء يُخفف ألم المرض مثل الشعور بالتقدير، والاهتمام، والدعم المعنوي، ومن هنا فزيارة المرضى، ومشاركتهم في مناسباتهم، والتحدث معهم، والاحتفاء بشجاعتهم، كلها أفعال بسيطة في ظاهرها، عظيمة في أثرها.
  • مناصرة الجمعيات الخيرية المتولية علاجهم: لأنهم يحتاجون لدعم مجتمعي مستمر، سواء عبر التمويل، أو المشاركة في برامجها، أو حتى نشر رسالتها، إذ لا يمكن لمثل هذه الجهات أن تواصل عطائها دون سند من الناس.
  • المشاركة التطوعية: إن تقديم الوقت والجهد لا يقل أهمية عن المال، فوجود كوادر تطوعية تُسهم في تنظيم الحملات، وتوصيل الدعم، والمتابعة مع المرضى، يُشكّل ركيزة أساسية في نجاح أي مشروع خيري.

ولذلك، فإن على كل فردٍ واعٍ أن يتأمل في السؤال.. كم قلبًا يمكنني أن أُعيد إليه الحياة بدعمي؟ فالأثر لا يُقاس بالكلمات، بل بالقلوب التي تنبض مجددًا بفضلك.

جمعية أصدقاء القلب الخيرية.. الرفيق المثالي لإعانة مرضى القلب

في قلب مدينةٍ تهفو إليها الأرواح، تسطع جمعية أصدقاء القلب الخيرية كنبض إنساني لا يهدأ، يحتضن مرضى القلب ممن أعياهم المرض وأرهقتهم التكاليف.

تُجسد الجمعية نموذجًا بارزًا للتكافل الاجتماعي والرحمة العملية، إذ تخصص جهودها في علاج مرضى القلب من محدودي الدخل، عبر تقديم خدمات طبية متقدمة تشمل القسطرة التداخلية، وتركيب الدعامات، والجراحات الكبرى.

ويأتي عمل الجمعية متوّجًا بقيم قرآنية سامية، إذ يقول الله تعالى في سورة المائدة (2): "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".

فهي لا تقدم الدواء فحسب، بل تمنح الأمل والراحة النفسية لكل قلبٍ تكلّف بالمرض، فربما لا نستطيع أن نحمل الألم عن غيرنا، ولا أن نُزيل المعاناة بلمسة، لكننا نملك أن نُضيء طريق الأمل، أن نُساند بالخير، أن نُهدي نبضًا لحياةٍ توشك على التدمُّر.

في زمنٍ يتصارع فيه الناس على الماديات، ثمة قلوبٌ تُنادي من بعيد بالاستغاثة دون معرفة أسمائهم، أو اللقاء بهم، لكن الله يعلم عنهم، ويعلم عنّا، لذا كن أنت النبض الذي يُحيي، واليد التي تُعطي، والصوت الذي يُناصر، فتبرّع، وشارك، وكن جزءً من قصة إنسان نجا من الموت بفضل عطائك.

اقرأ أيضًا:

أهمية التبرع للجمعيات الخيرية في دعم العمل الخيري

جمعية أصدقاء القلب الخيرية.. أفضل متجر تبرعات للأعمال الخيرية