إن الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، ومن أعظم العبادات التي يتوق المسلمون لأدائها في كل عام، وليس مجرد سفر إلى مكة، إنها رحلة روحية تهدف لتطهير النفس وزيادة التقوى والإيمان، ومع اقتراب موسم الحج، تكثر أسئلة عن الحج لافتقاد كثير من المسلمين عن جوانب متعلقة بهذه الشعيرة العظيمة، وفي السطور التالية سنعزز فهمك وتعمق معرفتك عن هذا الركن المهم.
أسئلة عن الحج؟ ما هو الحج؟
إن الحج رحلة يقوم بها المسلمون كل عام في وقت معين من السنة لمكة المكرمة، تحديدًا في شهر ذي الحج، ويعتبر واجب إيماني على كل مسلم بالغ عاقل قادر ماديًا وصحيًا مرة في العمر.
يشمل الحج كثير من الشعائر، مثل الإحرام، والطواف، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف في عرفات، ورمي الجمر، وأعمال عدة تهدف لتحقيق التوبة والتطهير الروحي بترتيب معين.
ما هي أركان الحج؟
كما ذكرنا في أسئلة عن الحج آنفًا أن الحج واجبًا على كل مسلم عاقل بالغ مقتدر، وحينما يشرع لخوضه لا يصح أن يخلو الحج من الأركان الأساسية الذي لا يتم من دونها.
والتي إذا تركت أو فُقدت لا يُعتبر الحج صحيحًا، وإذا ترك أحد الأركان يجب على الحاج إعادة الحج أو دفع فدية في بعض الحالات، والأركان خمسة:
- الإحرام.
- رمي الجمار.
- طواف الوداع.
- الوقوف بعرفة.
- طواف الإفاضة.
ما هي مناسك الحج؟
إن مناسك الحج تؤدى بشكل متسلسل خلال أيام الحج، ولكلٍ منها مغزى وروحانية خاصة، وفي إطار الإجابة على أسئلة عن الحج نوضح لك المناسك بالترتيب:
1- الإحرام
يكون قبل دخول مكة المكرمة، ومن مكان الميقات، يبدأ فيه الحاج بالنية للدخول في مناسك الحج ويعلن عن إحرامه بقوله "لبيك اللهم حجًا"، ويرتدي الرجال ملابس الإحرام "رداء وإزار".
بينما النساء عليها أن ترتدي ملابس محتشمة، ومن المحظورات أثناء القيام بالإحرام هو: "قص الشعر، بخ العطور، تقليم الأظافر" وأيّة أنشطة أخرى قد تتعارض مع الإحرام.
2- الطواف حول الكعبة
وقتها فور الوصول إلى مكة المكرمة، ويكون بعد الوصول للمسجد الحرام، يبدأ الحاج بالطواف حول الكعبة سبع مرات عكس اتجاه عقرب الساعة، ويُستحب أن يبدأ الطواف من الحجر الأسود ويقابله، كما يرفع الحاج يديه في الطواف مرددًا: "بسم الله الله أكبر".
3- الصلاة في مقام إبراهيم
المنسك الثالث يكون بعد الانتهاء من الطواف، حيث يُستحب الصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم إن كان ذلك المكان متاحًا إزاء الحاج.
4- السعي بين الصفا والمروة
بعد الطواف وصلاة ركعتي الطواف إزاء مقام إبراهيم، يبدأ الحاج بالسعي سبع مرات بين جبل الصفا والمروة، فيبدأ من الصفا ويقطع المسافة نحو المروة، ثم يعود مجددًا للصفا، ويجب أن يكون السعي سبع مرات "أي الذهاب والإياب يعتبران بمثابة شوطين".
5- "يوم التروية" الذهاب لمنى
يكون في اليوم الثامن من ذي الحجة، يغادر هذا اليوم الحجاج من مكة لمنى، وهي تبعد حوالي ثمان كيلو متر عن مكة، ويبيت الحاج في منى في ليلة اليوم التاسع من ذي الحجة استعدادًا للوقوف في عرفة.
6- الوقوف بعرفة
في اليوم التاسع من ذي الحجة، يقف الحجاج في ساحة عرفة من منتصف النهار وحتى الغروب، في هذا الوقت يدعون الله ويتضرعون بالتوبة والرحمة، وهذا اليوم هو من أفضل أيام السنة.
7- المبيت في مزدلفة
بعد غروب شمس يوم عرفة، وبعد مغادرة عرفة يتوجه الحجاج إلى مزدلفة حيث يبيتون هناك، ويجمعوا الحصى في مزدلفة استعدادًا لرمي الجمار، وينامون في أرض مفتوحة، ويصلون المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا في هذا المكان.
8- رمي الجمار
يكون هذا في اليوم العاشر من ذي الحجة "أي أول أيام عيد الأضحى"، في هذا اليوم يتوجه الحجاج إلى منى لرمي الجمار، حيث يرمون ثلاثة "الجمرة الكبرى، والوسطى، والصغرى".
يكون الرمي باستخدام الحصى الذي جمعوه من مزدلفة، ويبدأ الرمي من الجمرة الصغرى أولًا، ثم الوسطى، ونهايةً بالكبرى.
9- ذبح الأضحية
في يوم العيد وبعد رمي الجمار يقوم الحجاج بذبح الأضحية "إن كانوا ذات قدرة على ذلك" في منى، والأضحية تكون عادةً من الإبل أو البقر أو الغنم، وتوزع على الفقراء والمحتاجين.
10- حلق الشعر
بعد الانتهاء من رمي الجمار يقوم الرجال بحلق رؤوسهم أو تقصير شعرهم، بينما النساء فعليهم بتقصير بعض شعرهن؛ لأن هذا يرمز إلى التجديد والنقاء.
11- العودة إلى مكة للطواف
بعد الانتهاء مما سبق من المناسك، يعود الحجاج إلى مكة لأداء طواف الإفاضة، وهو الطواف الذي يعتبر ركنًا أساسيًا في الحج، ويتم حول الكعبة سبع مرات عكس اتجاه عقارب الساعة.
12- المبيت في منى
في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وبعد طواف الإفاضة يعود الحجاج إلى منى للبقاء هناك ثلاثة أيام، ثم يقوموا برمي الجمار في الأيام التالية لها.
13- رمي الجمار في أيام التشريق
إن أيام التشريق هي "اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة"، في كل من هذه الأيام يقوم الحجاج برمي الجمار الثلاث في منى بعد الزوال.
14- طواف الوداع
عند الانتهاء من المناسك وقبل مغادرة مكة يؤدي الحجاج طواف الوداع، حيث يطوفون حول الكعبة سبع مرات كآخر أعمالهم في مكة، وهذا الطواف هو سنة مؤكدة، ومن لم يقم به فعليه دفع فدية.
إن الحج ليس مجرد رحلة جسدية، بل رحلة روحانية عميقة تحمل معاني كبيرة في حياة المسلم، ومن خلال تجليّ الإجابة على أسئلة عن الحج كما ذكر آنفًا، نأمل أن تنعم بالفائدة العظيمة في فهم هذا الركن العظيم، فالحج فرصة عظيمة للتطهير الروحي، والتوبة، والتقرب إلى الله.
اقرأ أيضًا: