حكمة اخراج زكاة الفطر في العشر الاواخر

15 أبريل 2025
جروميرس
اخراج زكاة الفطر في العشر الاواخر

حينما يدخل المسلم العشر الأواخر من رمضان يشعر وأن الزمن بات أثمن، وأن كل لحظة تحمل في طياتها مفاتيح للغفران، ومداخل للعتق من النار، ومساحات للرجاء، تتسابق فيها الأرواح في ميادين الطاعات والتقرب للمولى عز وجل، وترفع الأكف وتشتد الهمم، ولكن وسط الزحام الروحي في تلك الفترة تُبرز فريضة قد تغيب عن ذهن الكثيرين رغم عظمتها وجمالها، ففي السطور التالية سنُعرفك ما قد تجهله عن اخراج زكاة الفطر في العشر الاواخر من رمضان.

حكمة اخراج زكاة الفطر في العشر الاواخر

إن زكاة الفطر تختلف عن سائر الأنواع؛ فهي مفروضة على المسلم غنيًا كان أو فقيرًا، صغيرًا أو كبيرًا.. زكاة الأبدان، تُطهر النفس وتُزكّي الصيام، ويتجلى فيها المعنى الإنساني العميق، فليست فقط طُهرة النفوس بل إطعام للجياع، وبسمة تُرسم على شفاه الفقراء قبل العيد.

ورُغم أن وقت إخراج زكاة الفطر يمتد حتى قبل صلاة العيد، إلا أن اخراج زكاة الفطر في العشر الاواخر من رمضان يحمل بُعدًا روحيًا واجتماعيًا له أهمية كبيرة، فالفقراء دائمًا بحاجة ليعدوا أنفسهم للعيد، والأجر فيها أعظم؛ لأنها تتزامن مع ليالٍ تعد من أهم ليالي العام كله.

ناهيك عن أن إخراج الزكاة مبكرًا يُمكّن الجهات الخيرية من إيصالها لمستحقيها في الوقت المناسب، وبها يتحقق المقصود الشرعي في إدخال السرور على قلوب المحتاجين في يوم العيد.

على من تجب زكاة الفطر وحكمها؟

كما ذكرنا آنفًا في حكمة اخراج زكاة الفطر في العشر الاواخر من رمضان، أن تلك الزكاة هي فريضة على كل مسلم، يُخرجها عن نفسه ومن يعولهم من زوجة أو أبناء أو والدين إن كانوا تحت نفقته ليس لديهم مصدر للمال.

لكن يُشترط فيها أن يمتلك الشخص قوت يومه وليلته وزيادة عنه، فلا يُخرج من بحاجة للمال بشكل كبير ليكن في موضع صعب، كما أنها لا تسقط بزوال رمضان إلا إذا فات وقتها الشرعي.

ما مقدار زكاة الفطر؟

يُفضل اخراج زكاة الفطر في العشر الاواخر من رمضان حتى يتمكّن أصحابها من الاستعداد بفرحة العيد، على أن يُخرجها المسلم بمقدارها الشرعي، وهي:

  • صاعٌ من غالب قوت أهل البلد "أي ما يعادل 2,5 إلى 3 كيلو تقريبًا من الطعام"، كالأرز، أو العدس، أو التمر، وهكذا.

والخلاف المشهور بين الكثير هو أن يتم إخراجها نقودًا، فكثير من العلماء المعاصرين أجازوا ذلك من أجل تحقيق مصلحة الفقير، ولكن حينها يُحبذ سؤال دار الإفتاء أو الجمعية الشرعية في البلد الذي يقطن فيها الشخص عن القيمة المحددة بالمال لذلك العام.

أخطاء تجنبها أثناء إخراج زكاة عيد الفطر

إن اخراج زكاة الفطر في العشر الاواخر من رمضان فرصة لا تعوّض؛ لأنها بها تؤدى فريضة عظيمة، تسعد بها الفقراء، ويُطهر بها الصيام، ويغتنم الشخص خير ليالي رمضان، ولكن عند إخراجها ثمة بعض الأخطاء يجب تجنبها:

  • إخراج الزكاة بعد صلاة العيد؛ لأن بهذا تُعتبر صدقة وليست زكاة.
  • إعطاء الزكاة لجمعيات خيرية لا توضّح وقت التوزيع لها.
  • إخراج أقل من المقدار الواجب المحدد من قِبل دار الإفتاء.
  • تجاهل سؤال دار الإفتاء إن كان يتم إخراج الزكاة نقودًا.
  • أن يتم تجاهل نية الزكاة عند الدفع.


إن زكاة الفطر من أكثر الشعائر التي يخلط الناس فيها بين العادة والعبادة، ويكثر حولها الأسئلة، وقد يُنسى هذا الواجب وسط زحمة العبادة رغم أهميتها التي لا تقل عن غيرها، وكما أشرنا آنفًا عن أنها أنفع ما يكون في اخراج زكاة الفطر في العشر الاواخر من رمضان.


اقرأ أيضًا: