أحاديث عن فضل الحج

12 يونيو 2025
جروميرس
أحاديث عن فضل الحج

في كل عام تهفو قلوب الملايين من المؤمنين إلى تلك الرحاب الطاهرة، وتشتدّ الأشواق إلى بيت الله الحرام، حيث تتجلى أعظم معاني الإيمان والخضوع.. بين المشاعر المقدسة، يقف العبد ذليلًا لربه، متجردًا من زيف الدنيا، مُلبّيًا نداءً خُطّ في السماء منذ عهد إبراهيم عليه السلام، فالحج ليس مجرد عبادة، بل رحلة عمر، تغسل الذنوب، وتطهّر القلوب، وتفتح أبواب الجنة لمن وفّى بعهد الله، وفي السطور التالية سنذكر كثير من الأحاديث عن فضل الحج.

أحاديث عن فضل الحج

الحج ركنٌ راسخ من أركان الإسلام الخمسة، وشعيرةٌ عظيمةٌ من شعائر الدين، تتجلى فيها معاني الإيمان والتوحيد والطاعة والخضوع لله عز وجل.

فرضه الله على من استطاع إليه سبيلًا، فكان بذلك من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ومن أجلِّ القربات التي تُطهّر النفس وتُزكي القلب وتُعيد الإنسان إلى فطرته النقية، وثمة كثير من الأحاديث عن فضل الحج:

1- محو الذنوب وتكفير للخطايا

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن حَجَّ هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ" رواه البخاري.

فقد شبّه النبي -صلى الله عليه وسلم- حال العبد بعد أداء الحج، بالحال التي وُلد بها الإنسان، خاليًا من الذنوب، نقيّ الصحيفة، طاهر القلب، وكأنما سُطرت له صفحة جديدة في حياته، فما أعظمها من نعمة!

وهذا الحديث يبعث الأمل في نفس كل مذنب، ويقوي همة كل مقصّر، فكم من أناس كانت لهم حياة قبل الحج، ثم خرجوا منه بوجهٍ آخر، وقلوب طاهرة، وسلوك مستقيم.

2- أعظم أسباب المغفرة

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تابِعوا بَينَ الحَجِّ والعُمرةِ؛ فإنَّهما يَنفِيانِ الفَقرَ والذُّنوبَ، كما يَنفي الكيرُ خَبَثَ الحَديدِ والذَّهَبِ والفِضَّةِ، وليس لِلحَجَّةِ المَبرورةِ جَزاءٌ إلَّا الجَنَّةَ".

وفي هذا الحديث لفتةٌ عظيمة؛ فالحج والعمرة ليسا مجرد عبادتين، بل سببٌ في دفع الفقر، ومحو الذنوب.

قد شبّه النبي أثرهما على النفس بأثر الكير على الحديد، فهو يُطهّره من الشوائب حتى يصير نقيًا صافيًا، وهكذا فإن من واظب على أداء المناسك بإخلاص، فإن الله يُزيل عنه آثار الذنوب، ويقوّي إيمانه، ويبارك له في رزقه.

3- الحج جزاؤه الجنة

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "العُمرةُ إلى العُمرةِ كفَّارةٌ لما بينَهُما، والحجُّ المبرورُ ليسَ لَهُ جزاءٌ إلَّا الجنَّةُ".

فالحج الذي لا يُخالطه معصية، ولا يُشوّبه رياء، ويُؤدى كما أمر الله ورسوله، خالصًا لله، موافقًا للسنة، فإذا تحقق ذلك، فإن أجره الجنة، ولا شيء دون ذلك.

وهذه بشارة عظيمة للحاج؛ أنه إن أخلص وأحسن وصدق، نال أعظم الجزاء، وارتقى إلى أعلى الدرجات.

4- إجابة الدعاء

عن جابر رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحُجّاج والعُمّار وفدُ الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم".

فما أكرم مقام الحجيج عند ربهم، وأي شرف أعظم من أن يكون الإنسان ضيفًا على الله؟ فذلك الحديث الشريف تأكيد على إجابة الدعاء وقبول الرجاء.

أحاديث عن فضل الإنفاق في الحج

ليس الذكر قاصرًا على أحاديث عن فضل الحج والذي يكمن في أداء المناسك وحدها، بل يمتد ليشمل كل ما يُبذل في سبيل هذه الفريضة من مال وجهد وتضحية.

فعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله: الدرهم بسبعمائة ضعف" رواه ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني والبيهقي وإسناده حسن.

فأيّ فضلٍ أعظم من أن يُضاعَف ما ينفقه العبد في الحج سبعمائة مرة، كما يُضاعف أجر المجاهد في سبيل الله؟ ففي ذلك دلالة عظيمة على مكانة الحج.

وعلى أن الإنفاق فيه ليس ضياعًا للمال، بل هو استثمار رباني يعود على صاحبه بأضعاف مضاعفة من الأجر والبركة.

وليس غريبًا أن تُرفع منزلة الحج إلى هذا المقام، إذ فيه يتحقق الإخلاص، ويتجلى التوكل، ويظهر صدق العبد في بذل الغالي والنفيس ابتغاء وجه الله، وامتثالًا لأمره.

نهايةً.. إن الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، فريضة عظيمة شرعها الله سبحانه، وجعلها ميدانًا للتقوى والخضوع والتجرد من الدنيا، وقد جاء في الأحاديث النبوية الشريفة ما يدل على عظيم فضل هذه العبادة، وما لها من الأثر في حياة المسلم دنيا وآخرة كما ذكرنا تفصيليًا آنفًا.

اقرأ أيضًا: