إنَّ من أعظم وأهم الشعائر الدينية الذي يُحبذ للمسلمين اغتنامها ما إنّ سنحت الفُرصة لنيل ذاك الفوز العظيم.. الحج؛ فهو من أهم وأفضل الأعمال الذي يُقدمها العبد لربه باِتباعه لسنة رسول الله والتقرب منه تعالى، ونيل المغفرة والرحمة وبث الطمأنينة في النفس والسعادة العارمة، فيعود كل حاج من تلك الفترة بذهنٍ صافي وقلبٍ فارغ مُتعلق برضا الله، ولكن للحج أركانًا لا يصح إلا بالإتيان بها لنيل فضله العظيم، فهل تعيّ ما هي أركان الحج الأربعة؟
أركان الحج الأربعة
من أبرز فروض الإسلام المُقدسة هي الحج؛ حيث له فضل عظيم يناله المسلم في حياته بشكل شخصي واجتماعي وروحاني، يعود أكثر قُربًا من الله، وينال الغفران والثواب.
لكنه كمثل فرائض الإسلام لا يصح الإتيان به سوى بشكلٍ مُعينّ والقيام بأركانه وعدم التغافل عن أيًا منها، ولذلك نذكر فيما يلي أركان الحج الأربعة:
1- الإحرام
في ديننا الحنيف لا تصح الأعمال من غير النية، فلا بُد من أن تُعدّ قلبك أولًا قبل القيام بأي من الأعمال الصالحة والفرائض بأن تكون خالصة من كامل قلبك إلى الله تعالى.
والإحرام هو نية الدخول في مناسك الحج، وهذا بدليل ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى" صحيح.
2- الوقوف بعرفة
إنَّه الركن الأعظم للحج، فلا يصح الحج سوى بالوقوف بعرفة في الوقت ما بين زوال شمس يوم عرفة يوم التاسع إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، وهذا بإجماع العلماء.
هذا بدليل ما رواه عبد الرحمن بن يعمر الديلي، حيث قال: "شَهِدْتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعَرفةَ وأتاهُ ناسٌ من نَجدٍ، فأمَروا رجلًا، فسألَهُ عنِ الحجِّ، فقالَ: الحجُّ عرفةُ، مَن جاءَ ليلةَ جمعٍ قبلَ صلاةِ الصُّبحِ فقد أدرَكَ حجة، أيَّامُ منًى ثلاثةُ أيَّامٍ، مَن تعجَّلَ في يومينِ فلا إثمَ عليهِ، ومَن تأخَّرَ فلا عليهِ، ثمَّ أردَفَ رجلًا، فجعلَ يُنادي بِها في النَّاسِ" صحيح النسائي.
3- طواف الزيارة
يُقال له "طواف الإفاضة أو الزيارة"، وهو ما يؤديه الحاجة فور وصوله إلى مكة، يكون كأنه يلقي التحية بإقدامه، وهذا قبل يوم عرفة ويتم بوقتٍ يكفي للطواف، وهذا بدليل قوله تعالى في سورة الحج: "وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)".
4- السعي بين الصفا والمروة
إذ لا يصح الحج من دون أداء مناسك الحج وأركانه ولا سيّما السعي بدايةً من الصفا وحتى المروة، ويكون السعي سبعة أشواط بين كليهما.
فيكون بشوطٍ واحد من الصفاء للمروة، وأخرى من المروة إلى الصفاء شوط ثاني، يبدأها الحج من الصفا إلى المروة ثم العكس، وهكذا حتى يُكمل السبعة أشواط.
وفي هذا دليل عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ كتب عليكم السعيَ فاسْعوا" صحيح الجامع.
واجبات الحج
إنَّ أركان الحج الأربعة لا يصح الإتيان إلا بها، بينما ثمَّة واجبات لا بُد من اِتباعها المُسلم، ولكن تركها عمدًا أو نسيًا لا يُبطل الحج ولكن يجبره دمًا.. أي عليه تقديم ذبيحة بعد العودة، وتتمثل تلك الواجبات فيما يلي:
- الإحرام من الميقات: فكما أشرنا آنفًا أن الإحرام نفسه من أبرز أركان الحج الأربعة، ولكن من الواجب أن يكون الإحرام من الميقات، أي من أي الأماكن الذي حددها الرسول –صلى الله عليه وسلم- لمن أراد أن يحرم للحج.
- الوقوف بعرفة: لمن وقف نهارًا فيكفي وقوفه بعرفه إلى الليل؛ هذا لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقف للغروب، وقال: "خذوا عني مناسككم"؛ أي بتقليده في أدائها.
- المبيت بمزدلفة: هذا يكون بليلة النحر حتى مُنتصف الليل لمن وافاها قبله على غير السقاة والرعاة، ورُغم أنها واجبة إلا أن بعض العلماء يرونها رُكنًا من أركان الحج لا يصح إلا به.
- المبيت بمنى: وهذا يكون بليالي أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر.
- رمي الجمرات: ولا بُد من أن تكون بشكل مُرتب، فتبدأ بالجمرة الأولى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة.
- الحلق أو التقصير: حيث لا يجب أن تبدأ الحج دون حلق شعر الرأس أو تقصيره؛ هذا اقتداءً بفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقوله تعالى في سورة الفتح: "مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ (27)".
- طواف الوداع: فلا بُد من وداع البيت بطواف الوداع، وقد خففه الله تعالى عن الحائض والنفساء بعدم القيام به.
إنَّ الحج لمن أعظم الأعمال الذي يقوم بها المُسلم وينال الرحمة والمغفرة الكبيرة ويتقرب من الله تعالى، ولكن أحب الأعمال إلى الله الصدقة والتبرع لإعانة المحتاجين.
ففي ذلك رحمة وفك للكروب وشفاء للمرضى؛ حيث حث الله تعالى عباده على الإنفاق وبذل الخير في وجوه البر مع المواظبة على أركان الإسلام؛ لِما رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا".
لذا تبرع أونلاين الآن مع جمعية أصدقاء القلب الخيرية وكُن أملًا لكثير من الحالات والمحتاجين، وقدم دعمك بكامل حب قلبك للكثير ممن هم أكثر استحقاقًا.
اقرأ أيضًا:
- كيفية مضاعفة الاجر في الاشهر الحرم
- بداية موسم الحج