أعمال رمضان اليومية وأحب الأعمال إلى الله

16 فبراير 2025
جروميرس
أعمال رمضان اليومية وأحب الأعمال إلى الله

رمضان هو الشهر الذي تُفتح فيه أبواب الرحمة والعتق من النار، وتُغلق فيه أبواب جهنم، ولذلك نحرص جميعًا كيف نقضي فيه الليل والنهار، وكيف نغتنم كل دقيقة من اليوم في أداء العبادات والطاعات بقلبٍ سليم ونيّة التقرب من الله عز وجل، ولكي تستعد له بقدر ما يليق به، يجب أن تكون على دراية بأعمال رمضان اليومية التي لا يجب أن تغفل عن تطبيقها، وهو ما نوضحه تفصيلًا في السطور القادمة.

أعمال رمضان اليومية وأحب الأعمال إلى الله

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يبدأ المسلمون في الاستعداد له كما يليق به، حتى أن البعض يحرص على تنظيم وقته في أيام رمضان لاغتنام خيراته وفضائله، من خلال إعداد جدول يضم أعمال رمضان اليومية وأحب أعمال الخير إلى الله التي من الضروري القيام بها.

ويتمثل ذلك في تحديد ما يستطيع أداؤه من العبادات خلال اليوم، وتصنيف هذه العبادات وفقًا لنوعها، ثم توزيعها على ساعات اليوم وفقًا للروتين اليومي لكل شخص، وبشكلٍ عام يُمكن إحصاء أهم الأعمال والعبادات التي لا يُمكن تفويتها في رمضان فيما يلي:

1- الصلاة وقيام الليل

الصلاة هي الركن الثاني من أركان المسلم، ونعلم جميعًا فضلها في تقرب العبد المسلم من الله عز وجل؛ لأنها عمود الإسلام، ويُعد شهر رمضان فرصة لاغتنام أكبر قدر من الحسنات عند أداء الصلاة وقيام الليل؛ حيث إنها من أهم أعمال رمضان اليومية.

كان قيام الليل من الصلوات التي يحث النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صحابته على أدائها في رمضان خصوصًا، وبيّن أن قيام رمضان من الأسباب التي يُمكن للعبد الأخذ بها لتكفير ذنوبه، وقد جاء ذلك في رواية أبي هريرة رضي الله عنه: "مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ" صحيح البخاري.

كما أن صلاة التراويح من السُنن المؤكدة التي تُؤدى جماعة، وتكون في أول ثلث من الليل، وأيضًا صلاة الفجر التي حثنا الرسول على أدائها في جماعة، والجلوس بعدها لذكر الله حتى طلوع الشمس، وقد بُيّن الفضل العظيم لهذا الأمر في رواية أنس بن مالك: "مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ" صحيح الجامع.

2- الدعاء وذكر الله

في المقام الأول شُرِعت كافة الأعمال الصالحة والعبادات بهدف ذكر الله والتقرب إليه، ولذلك يُعد الذِكر من أعظم العبادات التي يُمكن القيام بها في كل وقت وأي مكان، والذي يكون له فضل عظيم في شهر رمضان، وهو أفضل طريقة لإشغال النفس في نهار رمضان.

كذلك الإلحاح في الدعاء يُعد وسيلة للتخلص من الهم والغم، ومحو السيئات، والحصول على محبة الله ورضاه والتقرب إليه، وإبعاد وساوس الشياطين، كما أنه من أسهل العبادات وأقلها مشقة، مع العلم أن الدعاء في رمضان غالبًا لا يُرد، وقد جاء الدليل على ذلك في رواية أبي هريرة رضي الله عنه: "ثلاثة لا تردُّ دعوتُهم.. والصَّائمُ حتَّى يفطرَ.. " صحيح ابن ماجه.

3- قراءة القرآن الكريم

لقراءة القرآن الكريم وتلاوته أجر عظيم ومنافع جليلة، وقد بيّن لنا النبيّ فضله عندما قال إن قراءة الحرف الواحد منه تُكسب عشر حسنات لأنه كلام الله عز وجل، وقد جاء ذلك في رواية عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ" صحيح الترمذي.

ولا شك أن الأجر سيكون مُضاعفًا عند اعتبار قراءة القرآن وتلاوته من أعمال رمضان اليومية، ويُمكن أن يخصص المسلم عدد من الصفحات يقرأه يوميًا، أو يضع جدول لختم الأجزاء بشكل يومي منظم.

4- تقديم الصدقات

تعتبر الصدقة بمثابة وسيلة مساعدة لقبول العبادات وأعمال الخير عند الله عز وجل، وكذلك مضاعفة الأجر والثواب لصاحبها الذي يُظل في ظلها يوم القيامة، ومن أفضل الأوقات التي يُمكن إخراج الصدقة فيها هو شهر رمضان الكريم، على أن تكون سرًا بين العبد وربه.

قُم بزيارة موقع جمعية أصدقاء القلب الخيرية الآن وقدّم صدقتك بنيّة التقرب إلى الله، يُمكنك الاشتراك في برنامج الصدقة اليومية لمدة 365 يوم، واجعل الصدقة من عاداتك اليومية، حتى ولو كانت بمبالغ بسيطة.

5- إحياء ليلة القدر

تُعرف ليلة القدر بأنها من الليالي المباركة التي أوضح الله ورسوله قيمتها وفضلها؛ حيث إنها الليلة التي أُنزل فيها القرآن الكريم، والعمل والعبادة فيها يكون خير منه في ألف شهر، كما تكون الحسنات فيها مضاعفة أضعاف كثيرة.

ولذلك يُعد إحياء هذه الليلة سبب لمغفرة الذنوب وتيسير الأمور وتعظيم الأجور، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ" صحيح الترمذي.

كان النبيّ يتحرى هذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان؛ حيث بيّن أنها في ليالي الوتر، أي الليالي الفردية من العشر الأخيرة من شهر رمضان، وقد أخفاها الله عن عباده لكي يجتهدوا في طلبها بالإكثار من العبادة والدعاء.

6- صلة الرحم

تُمثل صلة الأرحام واحدة من أعظم العبادات التي يُمكن للعبد القيام بها لكي يتقرب بها إلى الله عز وجل، حتى أن رسولنا الكريم قد أوضح فضلها في زيادة الرزق ومباركة الوقت وإبعاد صاحبها عن كل شر، وقد جاء الدليل على ذلك في رواية أنس بن مالك رضي الله عنه: "مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" صحيح البخاري.

المقصود بصلة الرحم هو المداومة على زيارة الأقارب، وعيادة مريضهم، والسؤال عن أحوالهم بالاتصال بهم أو الذهاب إليهم، وذلك حتى وإن كانوا هم لا يصلون الرحم ولا يبدأون بالسؤال والتفقُد، فقد كان النبيّ واصلًا لرحمه رُغم أنهم أذوه أذى شديد، مُتحليًا بصفات أهل الجنة من كظم الغيظ ومقابلة الإساءة بالإحسان.

7- الاعتكاف

إنّ الاعتكاف في رمضان سُنة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد جاء ذلك في رواية السيدة عائشة رضي الله عنها: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ" صحيح البخاري.

والاعتكاف هو المكوث في المسجد بهدف العبادة والتقرب إلى الله عز وجل، في الليل أو النهار على حدٍ سواء، بشرط أن يكون الاعتكاف في مسجد تُؤدى فيه صلاة الجماعة، ولا يُستحب الخروج من المعتكف إلا للضرورة، مثل التوجه إلى مسجد آخر لصلاة الجمعة إذا كان المسجد الذي يعتكف فيه لا تُصلى فيه الجمعة، أو لحاجة في بيته.

يُفضل الاعتكاف خصوصًا في العشر الأواخر من شهر رمضان، ومع ذلك كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل الأوقات، وقد جاء الدليل على ذلك في رواية أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: "قالَ: اعْتَكَفَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ الأُوَلِ مِن رَمَضَانَ واعْتَكَفْنَا معهُ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقالَ: إنَّ الذي تَطْلُبُ أمَامَكَ، فَاعْتَكَفَ العَشْرَ الأوْسَطَ.." صحيح البخاري.

8- أداء العمرة

يُعتبر أداء العمرة في رمضان أفضل من أدائها في غيره؛ حيث يُضاعف الأجر فيه نظرًا لاجتماع شرف الزمان "وهو شهر رمضان المبارك" مع شرف المكان "وهو مكة المكرمة"، وقد جاء الدليل على ذلك في رواية عبدالله بن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:

" لَمَّا رَجَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حَجَّتِهِ قالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الأنْصَارِيَّةِ: ما مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟ قالَتْ: أبو فُلَانٍ -تَعْنِي زَوْجَهَا- كانَ له نَاضِحَانِ، حَجَّ علَى أحَدِهِمَا، والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنَا. قالَ: فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً" صحيح البخاري.

يُعد دخول رمضان فرصة عظيمة لكل مسلم ينوي التوبة والتقرب إلى الله عز وجل، ولا شك أن وضع خطة لتطبيق أعمال رمضان اليومية يضمن لك استغلال نهاره وليله كما ينبغي أن يكون، فضلًا عن الأعمال الخيرية العامة التي يُمكنك القيام بها من خلال جمعية أصدقاء القلب الخيرية، مثل إخراج الصدقات والزكاة لمساعدة الفقراء والمحتاجين.

اقرأ أيضًا: