يمكن اختصار أهداف الجمعية الخيرية ببساطة في كلمة تنمية المجتمع ودعم لكن أشكال هذه الدعم تختلف بحسب مجال عمل الجمعية والمشكلات التي تتخصص بالتعامل معها، وذلك باختلاف وجهات النظر بين مؤسسي هذه الجمعيات بشكل عام. تعتمد عمليات التنمية المجتمعية بشكل أساسي على نوعين من الدعم، وهي الدعم الحكومي والدعم المجتمعي معًا، أما الدعم المجتمعي يقوم بشكل مباشر على الجمعيات الخيرية التي تعمل ضمن مختلف مجالات الحياة. يتناول هذا المقال بإيجاز أهداف الجمعيات الخيرية، وكيفية عملها وتأثيرها على المجتمعات وطريقة عملها على تنمية المجتمع ونشر الثقافة بين أفراده.
ما هي أهداف الجمعية الخيرية بحسب التخصصات التي تعمل ضمنها؟
تهدف الجمعيات المجتمعية والخيرية بشكل عام إلى دفع المجتمع نحو التطور والرقي من خلال سد الحاجات المجتمعية الملحة والتي قد تشكل خطرًا على البنية الاجتماعية للمجتمع المحيط بالجمعية والذي يشكل نطاق عملها، وهذه أهداف الجمعية الخيرية تختلف بشكل جذري بين الجمعيات المختلفة بحسب توجهاتها.
الجمعيات العاملة في المجال البيئي
تركز هذه الجمعيات في مجال عملها على تحسين الحالة العامة للسلوك المجتمعي تجاه البيئة ونشر ثقافة الحفاظ على البيئة والطبيعية من خلال جمع التبرعات وتنظيم الفعاليات وإقامة المشاريع التنموية والاقتصادية الصديقة للبيئة.
الجمعيات العاملة في القطاع الصحي
تهدف هذه الجمعيات بشكل أساسي إلى سد حاجات أفراد المجتمع ممن هم بحاجة إلى مساعدة متعلقة بالأمور الصحية والطبية من خلال تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي والتثقيفي حول المرض أو الحالة التي تشكل خطرًا على حياته.
الجمعيات العاملة في مجال التنمية المجتمعية
تركز هذه الجمعيات بشكل أساسي على تحقيق أهداف متعلقة بالتنمية المجتمعية وتطوير الأفراد والتنمية الاجتماعية للأفراد بشكل خاص، والتي تتضمن تنمية وتطوير ثقافي واجتماعي.
جمعيات الاستجابة الشاملة
وهي جمعيات ذات مستوى تنظيمي وإداري عالي يتيح لها التعامل مع الحالات المجتمعية المختلفة والاستجابة للكوارث والعمل على نشر التوعية حول الكثير من الأمور والمشاكل المتعلقة بالعوز المجتمعي الشامل.
الجمعيات العاملة في مجال التعليم
تخدم هذه الجمعيات الأفراد الغير قادرين على الحصول على الكم الكافي من التعليم وذلك من خلال إقامة المؤسسات التعليمية الخاصة التابعة لها أو إطلاق عمليات التمويل الخاصة بالعمليات التعليمية.
الأهداف العامة للجمعيات الخيرية
تحسين حياة الأفراد والمجتمعات
يمثل هذا الهدف أحد الأهداف الأساسية للجمعيات الخيرية، سواء كان ذلك من خلال تقديم الدعم المالي، أو توفير الخدمات الصحية، أو التعليم.
تتنوع الأنشطة التي تقوم بها هذه الجمعيات، لكنها جميعًا تهدف إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للأفراد مثل الغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الصحية كما تسعى هذه الجمعيات إلى تحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من الفقر أو الذين يواجهون صعوبات اقتصادية واجتماعية.
تعزيز العدالة الاجتماعية
تلعب الجمعيات الخيرية دورًا هامًا في تعزيز العدالة الاجتماعية من خلال تقديم الدعم للفئات المهمشة والمحرومة في المجتمع حيث يشمل ذلك دعم حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وتقديم الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة، والمهاجرين، واللاجئين.
والهدف هنا هو ضمان حصول كل فرد على الفرص والحقوق التي تمكنه من العيش بكرامة.
مكافحة التمييز
تسعى بعض الجمعيات الخيرية إلى مكافحة التمييز بجميع أشكاله، سواء كان ذلك على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو الحالة الاجتماعية وذلك من خلال حملات التوعية والبرامج التي تستهدف تغيير المواقف الاجتماعية، تعمل هذه الجمعيات على خلق بيئة أكثر شمولية وعدالة.
دعم التعليم
التعليم هو أحد أهم عوامل التغيير الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. العديد من الجمعيات الخيرية تركز جهودها على تحسين مستوى التعليم وتوفير الفرص التعليمية للأطفال والشباب في المجتمعات الفقيرة. يشمل ذلك بناء المدارس، توفير الأدوات التعليمية، دعم المدرسين، وتقديم المنح الدراسية.
تقديم الرعاية الصحية
تعد الرعاية الصحية أحد أهم الجوانب التي تركز عليها الجمعيات الخيرية، خصوصًا في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات الصحية أو التي تواجه أزمات صحية.
تسعى هذه الجمعيات إلى توفير الرعاية الطبية للأفراد الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى.
حملات التوعية الصحية
بالإضافة إلى تقديم الخدمات الطبية، تنظم الجمعيات الخيرية حملات توعية صحية تهدف إلى تثقيف الناس حول الوقاية من الأمراض والاعتناء بصحتهم. يمكن أن تشمل هذه الحملات توزيع المطويات، تنظيم ورش العمل، أو تقديم البرامج التعليمية عبر وسائل الإعلام.
الاستجابة للكوارث
تلعب الجمعيات الخيرية دورًا حيويًا في الاستجابة للكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة. يتجلى ذلك في تقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين من الزلازل، الفيضانات، أو الحروب. يتضمن هذا الدعم تقديم المأوى، الغذاء، المياه، والرعاية الصحية الطارئة.
إعادة الإعمار والتنمية
بعد انتهاء الأزمات، تستمر بعض الجمعيات الخيرية في العمل على إعادة إعمار المناطق المتضررة وتقديم الدعم المستمر للسكان في مرحلة ما بعد الكوارث. يشمل ذلك بناء المنازل، المدارس، والمستشفيات، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين.
في الختام نكون قد تناولنا بشكل موجز أهداف الجمعية الخيرية المجتمعية بشكل عام مع التطرق إلى بعض الأمثلة والأعمال التي تقوم بها هذه الجمعيات لتحقيق أهدافها بشكل سليم ومثالي لدعم المجتمعات، وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية فرص التطوع التي تسمح للأشخاص بالعمل ضمن هذه الجمعيات لتطوير ذاتهم ودعم مجتمعاتهم.
وأخيراً، لا بدَّ من أن تتبرع للجمعيات الخيرية وذلك من أجلِ تحقيقِ التوازن الاجتماعي والعدالة، ولأن الله تعالى أوصانا بمساعدةِ الغير والمساهمة في تأمينِ احتياجاتهم، فلا تترد!
اقرأ أيضًا: