يهلّ شهر رمضان المبارك ومعه يعمّ الجو بالتفاؤل والأمل، ولكن مع مرور الأيام قد تتسلل العادات السلبية التي تُعكر صفو هذا الشهر، ومن أبرزها التبذير في شهر رمضان والذي بات سائدًا بين كثير من الناس، فهذا الشهر الكريم ليس شهر مبالغة.. بل شهر تراحم وإحسان وإحساس بالآخرين، وفي السطور التالية سنتعمق بالحديث بشكل أكثر تفصيلًا.
التبذير في شهر رمضان.. ظاهرة تنمو مع المناسبات
إن المسلمين عادةً ما يروا شهر رمضان فرصة للاحتفال والتجمعات العائلية والاجتماعية، ورُغم ما ينعكس عليهم من إيجاب بهذا الأمر، إلا أن كثير من الأشخاص قد يتعرضون لإسراف كبير.
يشمل الإسراف المفرط في المال والطعام والشراب، رغم أن شهر رمضان هو شهر الصيام والتقشف، فيُلاحظ أن كثير من المنازل بها مائدة رمضانية مليئة بأصناف من الطعام بشكل مبالغ فيه.
وكثير من تلك المنازل قد لا يستطيع أفراد الأسرة تناول نصف ما تم تحضيره على الأقل، وعندما ينتهي وقت الإفطار كثيرًا ما يتخلصون من كمية كبيرة من الطعام المتبقي، وهذا هو التبذير في شهر رمضان، ويخالف القيم التي يروج لها الشهر المبارك.
أسباب التبذير في شهر رمضان
ظاهرة التبذير في شهر رمضان التي تتجلى مع الأعياد والمناسبات لها أسباب متعددة، إن كنت ممن يقعون فيها فبإمكانك تجنبها بمجرد أن تعيّ بذلك الخطأ، وهي:
- العادات والتقاليد: في بعض المجتمعات يُعد تحضير كمية كبيرة من الأطعمة والمشروبات خلال رمضان بمثابة طريقة لإظهار الكرم والضيافة، وغالبًا ما يتفاخر الناس بمدى تنوع وجودة الطعام على المائدة ويعتقدون أن هذا يعكس درجة تمسكهم بالعادات الرمضانية، ولكن على العكس هذا فقط تقليد غير مدروس.
- الفهم الخاطئ للكرم: البعض يعتقد أن الإكثار من الطعام في رمضان يعكس الكرم وحُسن الضيافة، إلا أن الكرم الحقيقي يتمثل في تقديم الطعام للفقراء والمحتاجين وليس في هدر كمية كبيرة من الطعام في تجمعات عائلية تُفضي للنفايات في النهاية.
- الاندفاع بعد أيام الصيام: مع شعور الناس بالجوع والعطش طوال اليوم في الصيام، البعض يندفع في الإفطار لتناول كمية كبيرة من الطعام، وهذا يتسبب في التبذير، وعامةً تلك عادة ضارة للغاية بالصحة وقد تتسبب في اضطرابات هضمية كبيرة.
كيفية تجنب التبذير في شهر رمضان
إن التبذير في شهر رمضان شائع بشكل كبير ولعدة أسباب، ولكن لحسن الحظ هناك بعض الخطوات التي قد تُقلل من التبذير وتُحقق أقصى استفادة للشهر، وهي:
- التخطيط للوجبات: قبل بدء الشهر الأفضل في أيام العزائم أن توضع خطة مُحكمة للطعام الذي سيتم تحضيره خلال الشهر، وبهذه الطريقة ستقلل من كميات الطعام المهدرة كما تقع في كل عام، وتشتري كميات معتدلة تكفي الأسرة مع ترك مساحة لتوزيع الفائض منها على الفقراء والمحتاجين.
- الترشيد في الإنفاق: يجب أن تكون على وعي كافٍ بأن الإسراف في الشراء في ظل الظروف الاقتصادية السيئة الحالية قد ينعكس بالسلب، فينبغي التركيز على القيم الروحية والتقشف في الإنفاق على الأمور غير الضرورية، وبالتالي يمكن استخدام المال بشكل يعود بالنفع على المجتمع.
- التبرع بالمساعدات: بدلًا من الإقبال على شراء العديد من الهدايا أو الإسراف في تحضير الطعام، يمكنك أن تُخصص جزء من المال تُقدمه لدعم الأعمال الخيرية، وبهذا تُحقق أثر كبير في تحسين حياة الآخرين.
- الاهتمام بالصحة: يمكن أن يكون شهر رمضان المبارك فرصة إزاء الجميع لتعلم العادات الصحية الجيدة، وهذا من خلال تناول الطعام ببطء، والاعتدال في الكميات، وتجنب الأطعمة الدهنية والحلويات وكل ما يؤدي لمشاكل صحية.
شهر رمضان المبارك هو فرصة ذهبية إزاء الجميع للتقرب إلى الله تعالى بالعبادة والإحسان ومحاولة تحسين حياة الآخرين، لكن التبذير في شهر رمضان يعكس عدم التقدير الكامل لتلك الفرصة، وله كثير من الآثار السلبية على جوانب عِدة يجب أن تحاول تجنبها قدر الإمكان.
اقرأ أيضًا: