التبرع بصدقة جارية من خلال جمعية أصدقاء القلب

16 يوليو 2025
جروميرس
التبرع بصدقة جارية

يُترجم معنى الصدقة الجارية من لفظها؛ حيث تُشير كلمة "جارية" إلى أثرها المستمر، وبالتالي نستنتج معناها أنه كل عمل خيري يستمر نفعه حتى بعد موت صاحبه، ويظل الآخرين يستفيدون منها مدى الحياة، ومن كرم الله على عباده أن جعل لهم وسيلة للتقرب له وكسب الثواب والأجر العظيم حتى بعد الممات وهي إخراج الصدقة الجارية في الحياة الدنيا، لكن ما هي أنواع الصدقة الجارية؟ وكيف يُمكنك التبرع بصدقة جارية وضمان وصولها إلى المكان الصحيح؟ هذا هو ما نساعدك على معرفته في السطور القادمة.

التبرع بصدقة جارية من خلال جمعية أصدقاء القلب

نحمد الله الذي منّ علينا بالكثير من العبادات الإسلامية التي يتقرب بها العبد المسلم إلى ربه، والتي تتنوع بين الفروض والسُنن، ومن أفضل السُنن التي يُمكن تطبيقها للفوز بأجرٍ عظيم "سُنة الصدقة الجارية" والتي تُصنف كواحدة من أهم العبادات التي تُظهر تقوى الفرد ورغبته في مساعدة الآخرين بأشكال مختلفة.

ولذلك حرصت جمعية أصدقاء القلب الخيرية على توفير إمكانية التبرع بصدقة جارية أونلاين دون الحاجة للذهاب إلى أي مكان، الآن بإمكانك التبرع وأنت في منزلك، مع مراعاة تحديد الجهة التي ترغب في ذهاب تبرعك إليها.

أنواع الصدقة الجارية

لأن موت الجسد لا يعني نهاية العمل الصالح في ديننا الإسلامي، لم يقتصر مصطلح الصدقة الجارية على نوع معين من الأعمال، بل يُصنف كل عمل يستمر أثره الإيجابي على أنه صدقة جارية لصاحبه حتى بعد موته، لكن هناك طرق متعددة يتجه إليها المسلمين للتقرب إلى الله على شكل صدقة جارية، منها ما يعتمد على صرف المال، ومنها ما لا يعتمد على ذلك، كما هو موضح فيما يلي:

أولًا: الصدقات الجارية القائمة على دفع الأموال

جعل الله لعباده المسلمين أبواب كثيرة بإمكانهم التطرق إليها لنيل حبه ومرضاته عز وجل، خاصةً إذا كانوا قادرين ماديًا يكون أمامهم أكثر من طريقة للفوز بفضل الصدقة الجارية وتطبيقها في الحياة الدنيا، مثل:

1- بناء المساجد

المسجد هو بيت الله، ويُعد مركز للعبادة والعلم، ولذلك يُعد بناء مسجد أو المساهمة فيه صورة من صور الصدقة الجارية؛ حيث يستمر الأجر كلما صلى فيه مسلم أو تعلّم فيه طالب علم.

2- سقي الماء

الماء هو شريان الحياة ولا يستطيع الإنسان العيش من دونها؛ ولذلك يُعد سقي الماء من أعظم أشكال التبرع بصدقة جارية ويدوم أجره إلى ما بعد موته، وقد أكد لنا رسولنا الكريم ذلك في رواية سعد بن عبادة: "أنَّ أُمَّهُ ماتت، فقال: يا رسولَ اللهِ! إنَّ أمي ماتت، أفأتصدقُ عنها؟ قال: نعم. قال: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ. قال: سقْيُ الماءِ فتلك سقايةُ سعدٍ بالمدينةِ" صحيح النسائي.

3- زرع النخل

يعود زرع النخل بالخير الوفير والنفع العظيم على الآخرين؛ إذ يُمكن الاستفادة من الثمار وتناولها، وكذلك الانتفاع من الظل الذي تكونه النخلة، وقد جاء فضل ذلك موضحًا في الحديث النبويّ الشريف رواية أنس بن مالك رضي الله عنه: "ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ؛ إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ" صحيح البخاري.

4- طباعة المصاحف

لا شك أن المساهمة في قراءة الآخرين للقرآن الكريم في مصحفٍ شريف من أعظم الأعمال الخيرية التي لها فضل وثواب كبيرة للعبد عند ربه عز وجل، ولذلك تُدرج طباعة المصاحف وتوزيعها من أعظم أشكال التبرع بصدقة جارية.

وقد جاء ذلك في رواية أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِمَّا يلحقُ المؤمنَ من عملِهِ وحسناتِه بعدَ موتِه عِلمًا علَّمَه ونشرَه وولدًا صالحًا ترَكَه ومُصحفًا ورَّثَه أو مسجِدًا بناهُ أو بيتًا لابنِ السَّبيلِ بناهُ أو نَهرًا أجراهُ أو صدَقةً أخرجَها من مالِه في صِحَّتِه وحياتِه يَلحَقُهُ من بعدِ موتِهِ" صحيح ابن ماجه.

5- وصلات المياه وحفر الآبار

يعتبر توفير وصلات المياه وحفر الآبار وسيلة للمساعدة على وصول الماء إلى الناس في الأماكن التي يصعب فيها ذلك، وهو عمل خيري يُمثل صدقة جارية تلبي احتياجات الناس الأساسية وتحسين جودة حياتهم.

6- بناء المستشفيات

إنّ بناء مستشفى أو المساهمة في ذلك يعني أنك توفر الرعاية الصحية للمرضى والمحتاجين وتساعد في تخفيف آلامهم، وبالتأكيد يظل نفع هذا العمل الخيري جاري مدى الحياة، لا سيّما أنه ينفع العاملين من جانب آخر، فيُسهم في توفير فرص عمل لمجموعة من الأطباء والممرضين والعاملين.

ثانيًا: الصدقات الجارية غير القائمة على دفع الأموال

لا تقتصر الصدقات الجارية على المشاركة في أعمال يلزمها دفع أموال فحسب، بل يُمكنك بأبسط الطرق المساهمة في تحسين حياة فرد آخر أو مساعدته بطرق مختلفة، تتمثل فيما يلي:

1- نشر العلم والمعرفة

يُدرج العلم الذي يُنتفع به ضمن الصدقة الجارية عن صاحبها للمجتمع؛ إذ لا حدود لمجالاته التي تتنوع بين كتابة الكتب، إنشاء المحتوى التعليمي على الإنترنت، مشاركة العلم مع الآخرين بأشكال مختلفة، وقد جاء ذلك في رواية أبي هريرة رضي الله عنه: "إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له" صحيح مسلم.

2- التطوع بالجهد والوقت

لا يُشترط أن تملك مالًا تصرفه أو علمًا تنشره لكي تتمكن من أخذ ثواب الصدقة الجارية، وإنما يملك كل فرد قدرًا من الجُهد والوقت يُمكنه بذلهم في المشاركة في الأعمال الخيرية التطوعية، فقط اختر مساعدة الآخرين بشكلٍ إيجابي في شيءٍ أنت تتقنه.

مثلًا يُمكنك التبرع بوقتك لتعليم طفل أساسيات الدين، أو المساعدة في بناء غرفة تأوي شخص مُسّن، أو تعلم شخص القراءة والكتابة، أو تساعد في إماطة الأذى عن الطريق، وغير ذلك الكثير من أشكال تقديم الدعم المستمر والخدمات الخيرية التي يُمكنك أن تكون جزءًا منها.

هل يجوز عمل صدقة جارية باسم شخص آخر؟

يجوز للفرد المسلم أن يتبرع بصدقة جارية عن والديه أو أقربائه، سواء كانوا على قيد الحياة أو انتقلوا إلى رحمة الله تعالى؛ وهي واحدة من أسمى الأعمال الخيرية التي يكسب صاحبها أجر عظيم عنها، لا سيّما أن التصدق للوالدين يُعد شكلًا من أشكال البر بهم.

يُعد التبرع بصدقة جارية بمثابة طوق نجاة للإنسان من الابتلاءات في الدنيا، ووسيلة لتنقيته من الذنوب التي قد تُقل ميزانه في الآخرة، لذا لا تتردد في عمل صدقة جارية لنفسك سواء كانت مادية أو غير مادية، وكُن سببًا لتحقيق التغيير وتحسين حياة الأجيال القادمة، زُر موقع جمعية أصدقاء القلب الخيرية الآن وأخرج صدقتك بأمان.

اقرأ أيضًا: