كلما أقبل شهر رمضان المبارك في كل عام تتحول الدنيا للحظة من الإشراق الروحي والإنساني، ومع كل ليلة تحلّ، ومع كل يوم يمضي منه، تتفتح في النفوس أبواب جديدة من العطاء والرحمة، ولكن يظل التبرع من أبرز الصور التي تشهدها القلوب وتُجسد المعنى الحقيقي لشهر رمضان المبارك، فهو أسمى تعبير عن الحب والعطاء والكرم، وفي السطور التالية سنُعرفك على كل ما تغفله عن التبرع في رمضان.
أنواع التبرع في رمضان
حين يهلّ هلال شهر رمضان المبارك يتبدل في النفوس شيء خفيّ، فيشعر المسلمين وكأن للزمان سحرًا يوقظ القلوب من غفلتها، ويشحذ فيها معاني الرحمة والتسامح والعطاء.
وفي هذا الشهر الكريم ليس هناك عمل أنبل، ولا عبادة أكثر صفاءً وتأثيرًا من التبرع؛ لأن هذا الفعل يجمع بين السخاء والإيمان معًا، ويغرس في الأرض بذور الأمل، وثمة عدة أنواع للتبرع هي:
- التبرع بالمال: سواء كان عبر الجمعيات الخيرية، أو بكفالة الأيتام، أو سداد الديون، أو إفطار الصائمين، وهذا يكون الأشهر والأوسع انتشارًا.
- التبرع بالطعام: يكون هذا بإعداد وجبات للصائمين بيديك، أو شراء مواد غذائية وتقديمها للأسر المتعففة.
- التبرع بالوقت: عبر التطوع في حملات رمضانية، أو مساعدة كبار السن والمرضى، أو تعليم المحتاجين.
- التبرع بالدم: هذا عمل إنساني نبيل، تزداد الحاجة إليه في كثير من الدول خلال شهر رمضان المبارك.
لماذا التبرع في رمضان أفضل؟
إن شهر رمضان ليس فقط شهر الامتناع عن الطعام والشراب، بل إنه مدرسة روحية تُعلمنا كيف نعيش لمعاني الرحمة والتراحم، ففي هذا الشهر المبارك تُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار.
كما تُصفد الشياطين وكأن كل شيء يتهيأ حتى يقول للإنسان.. أقترب من الله، وكن عونًا لخلقه، ولهذا فالتبرع في رمضان يكون أفضل من غيره دائمًا والأفضل الزيادة به، وهذا يعود لأسباب عدة:
- الفضل مضاعف: إن الكرم في رمضان هو سنة نبوية، وفي ذاته إعلان عن الانتماء الحقيقي لمعسكر الخير.
- الشعور بالغير: الجوع الذي يشعر به الصائم يمنحه إحساسًا أعمق بألم المحتاج، ويفتح أبواب التعاطف بشكل لا يحدث سوى في رمضان.
- فرصة للتوبة: إن التبرع يُعدّ من وسائل التكفير عن الذنوب وتنقية القلب من الشحّ والبخل، وهذا الطريق لمن أراد أن يُعيد صياغة حياته على ضوء الإحسان.
جمعية أصدقاء القلب الخيرية.. فرصة لأملٍ جديد
إن شهر رمضان هو الفرصة الذهبية التي ينعم بها المسلمون في كل مكان في بقاع الأرض، لينتقلوا في رحلة روحانية جديدة في عالم من الطهارة والتقوى.
ولأن التبرع في رمضان فضل كبير يجب على المسلم أن يواظب عليها، فتُعينك جمعية أصدقاء القلب الخيرية على الاقتراب من المحتاجين لتكون أملًا لهم لإنهاء الألم.
حيث لدى الجمعية كثير من الحالات المرضية التي تحتاج لتدخل سريع لإنقاذ حياتهم ومنح قلبهم فرصة للعيش مجددًا، بإمكانك تقديم تبرعك خلالهم.
نهايةً.. رُغم أن شهر رمضان المبارك يُشكّل ذروة البذل في عالمنا الإسلامي، إلا أن حاجة الفقراء والمحتاجين لا تنتهي حتى مع انتهاء الشهر المبارك، ومن هنا فالتبرع في رمضان لا يكون به فقط، بل منهجًا، إن الشهر يُعلمك كيف تبدأ، لكن الاستمرار هو التحدي الحقيقي، لذا أجعل من تبرعاتك جسرًا ممتدًا بين قلوب الآخرين.
اقرأ أيضًا: