في ديننا الحنيف يُعد المال من أعظم النِعَم التي منّ الله بها على المسلمين، ويجب أن يعاملوها بحذر وحِكمه، ويُطلب منهم التعبير عن شكرهم لله من خلال وسائل متعددة، أبرزها الزكاة والصدقة، ويظن البعض أن الزكاة والصدقة مجرد أعمال مالية، إلا أنهم في الحقيقة أسلوب عميق لتهذيب النفس وتعزيز التعاون بين أفراد المجتمع، وفي السطور التالية سنُعرفك على التشابه بين الزكاة والصدقة والفروقات بينهم.
جوهر التشابه بين الزكاة والصدقة
بقلب الشريعة الإسلامية، الزكاة والصدقة لا يقتصران على كونهم أعمال مالية، بل هم من أرقى وسائل تصفية النفس وتطهير المال.. كلٍ منهم يحمل رسالة التضامن مع الفقراء والمحتاجين.
والمعروف أن الزكاة فريضة على المسلم، بينما الصدقة ما هي سوى عمل تطوعي ينبع من رغبة الفرد في مساعدة الآخرين، وفيما يلي جوهر التشابه بين الزكاة والصدقة:
- روح التكافل: إن كليهما يُحييان معنى التكافل؛ حيث يسدان حاجة الفقراء والمحتاجين، ويساعدون في تخفيف معاناتهم، بالتالي نُصبح في مجتمع أكثر تماسكًا ورحمة.
- وعد بالمضاعفة: وعد الله لمُخرجي الزكاة طواعية بأضعاف مضاعفة، أما الصدقة فهي اختيارية، ولكن أجرها مفتوح بلا حد.. قال تعالى: "مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ".
- تنقية المال: إن الزكاة تُطهر المال من الشح والحقوق الواجبة الأخرى، لكن الصدقة تُطهر النفس من الأنانية، أي كليهما يُربيان الإنسان على الكرم ويصبحوا قادرين على الإحساس بالآخرين.
- نفع متعدد: لا يقتصر مفهوم الصدقة والزكاة على المال، بل يشمل أيضًا العِلم، والابتسامة أمام الآخرين.. كل ما يُدخل السرور على الآخرين هو صدقة.
- زيادة الرزق: كليهما بابٌ للمسلمين للبركة في الصحة، والمال والعمر، فمن يسعى للإنفاق في سبيل الله يعوّضه الله أضعافًا مضاعفة، ويُبارك له فيما يملك.
ما الفرق بين الزكاة والصدقة؟
لقد كان تعالى حريصًا على المساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية، لذا قد الإسلام من الزكاة والصدقة وسيلتين أساسيتين لتوزيع الثروة بين أفراد المجتمع.
ورُغم التشابه بين الزكاة والصدقة، إلا أن هناك اختلافات جوهرية في التنفيذ والأسلوب، لكن هذا لا يُغيّر في الهدف المرجو تحقيقه، ويكمن الفرق بينهم في:
١- الوجوب والاختيار
- الزكاة: فرض واجب على كل مسلم يملك النصاب ويبلغ حولًا، ويُحاسب من يتركها.
- الصدقة: اختيارية، لا يُلزم بها أحد، لكنها مفتاحٌ للبركة والأجر العظيم.
٢- المقدار المطلوب
- الزكاة: لها نسبة محددة، أي "2,5% في المال مثلًا"، فلا يجوز بها زيادة أو نقصان.
- الصدقة: ليس حدّ، يمكنك أن تتصدق بالقليل أو الكثير، فكلُّ حسب استطاعته.
٣- المستحقون لها
- الزكاة: تُصرف لثمانية أصناف قد حددهم الله، كالفقراء، وابن السبيل، والمساكين.
- الصدقة: يُمكن أن تُعطى لأي شخص، حتى غير المسلمين أو الأقارب أو أي محتاج.
٤- الوقت والالتزام
- الزكاة: تُدفع في وقت محدد بعد مرور الحول، أي "في سنة قمرية كاملة".
- الصدقة: غير محددة، بل تُعطى في أي وقت، صباحًا أو مساءً قليلًا أو كثيرًا.
٥- التأثير الروحي والمادي
- الزكاة: تُطهر الأموال، وتحقق العدل الاجتماعي في ا لمجتمع.
- الصدقة: إن الصدقة تزيد من الأُلفة بين الناس، وتداوي الأمراض، وتزيد حسنات المسلم، وتُطفئ غضب الله.
مختصرًا.. إن الزكاة حق يجب أداؤها، وميزان العدالة بين الناس، أما الصدقة فهي هبة تُقدّم بمحبة وباب الإحسان، كليهُما نورٌ للمال، لكن الزكاة ضوء واجب، بينما الصدقة شعلّة تزيدها تألقًا بأداؤها.
جمعية أصدقاء القلب الخيرية.. بوابتك لإعانة المحتاجين
تزداد الحاجة في عالمنا إلى التضامن الاجتماعي، ولهذا فجمعية أصدقاء القلب الخيرية من الأبواب المشرعة لتحقيق تلك الغاية.. فتأسست لتكون الجسر الذي يصل بين أهل الخير والمحتاجين.
من خلال الجمعية ستتمكن من إعطاء الزكاة والصدقة للأسر المتعففة والذين يواجهون تحديات الحياة دون وجود ما يُعينهم ويُساعدهم على العيش باستقرار وحرية وراحة، لذا كُن أملًا لكثير من القلوب التي أنهكها المرض.
إن الزكاة والصدقة من أبرز صور البذل والعطاء التي تحث الشريعة الإسلامية عليهما؛ حيث كليهما يلتقيان في هدف واحد وهو السعي لتوفير الدعم والرعاية للفقراء والمحتاجين، وبينما تُفرض الزكاة على المسلمين كواجب مالي سنوي، تأتي الصدقة كعمل تطوعي يُعبر عن رغبة المؤمن دائمًا في تقديم الخير للآخرين، وأكثر في التشابه بين الزكاة والصدقة.
اقرأ أيضًا: