أهمية الزكاة والصدقة في رمضان

24 مارس 2025
جروميرس
الزكاة والصدقة في رمضان

كلما حلّ شهر رمضان يشعر المسلمون في أنحاء العالم بتغيرٍ جوهري في طقوس الحياة اليومية، ويزداد إقبالهم على الطاعات والأعمال الصالحة، وفي قلب هذه الأعمال تُبرز الزكاة والصدقة في رمضان كأعظم وسائل الرحمة والتراحم، حيث يتمكن فيها المسلمون من تطهير أموالهم وتوجيهها نحو الفقراء والمحتاجين ليحققوا أبرز أوجه العطاء، وتحقيق العدالة الاجتماعية وزرع الأمل والبهجة في قلوب المساكين، وفي السطور التالية سنتعمق بشكل تفصيلي بالأمر.

أهمية الزكاة والصدقة في رمضان

شهر رمضان ليس مجرد شهر للصيام والقيام فقط، بل إنه مناسبة تُفتح فيها أبواب البر والرحمة على مصراعيها، وتزداد فيه الأعمال الصالحة بشكل يفوق أي وقت آخر.

ولهذا تُبرز الزكاة والصدقة في رمضان المبارك كأدوات رئيسية للتقرب إلى الله تعالى، ويعتبران وسائل حقيقية لإحداث التغيير في حياة الفقراء والمحتاجين، ولهما أهمية كبيرة للغاية.

فالزكاة هي الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، وتعد واجبًا على كل مسلم بالغ قادر ماليًا، وتأخذ في هذا الشهر المبارك بعدًا خاصًا حيث يُضاعف الأجر فيها بشكل أكبر من أي وقت.

فليست مجرد عملية تُدفع لتطهير المال، بل إنها وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء لأنها تُساعدهم على العيش بكرامة وتمنحهم الأمل في هذا العالم.

وقد أوصى بها الله تعالى في كتابه الكريم، فقال: "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ"، ولذلك تُعد أداة لتحقيق التوازن الاجتماعي في عالم يتسم باللا مساواة الاقتصادية.

بينما الصدقة تُعد عمل تطوعي وباب مفتوح للخير يُعبر عن نية الإنسان في فعل الخير والنفع للآخرين، وفي شهر رمضان المبارك يُصبح إعطاء الصدقات أكثر تأثيرًا عن غيره.

حيث يكون المسلمون في حالة من التجرد الروحي والتقوى، ويشمل ذلك كل ما يُعطى للفقراء والمحتاجين من طعام، مال، أو حتى كلمة طيبة.

فالصدقة من أقوى ما يُساعد على نشر المحبة بين أفراد المجتمع، وتعزيز الروابط الإنسانية بكافة أشكالها التي تُخرجها بها.

كيفية إخراج الزكاة والصدقة في رمضان

رمضان شهر الرحمة والمغفرة، الوقت الخاص بكل مسلم لتجديد الروح والإيمان والقيام بأعمال الخير التي تُقرّبنا إلى الله تعالى، ومن أبرز الأعمال التي تكتسب قيمة عظيمة في هذا الشهر هي الزكاة والصدقة.

ففي وقت يزداد فيه التحدي والصراع من أجل تلبية احتياجات الحياة اليومية، يُعد العطاء بالزكاة والصدقة في رمضان بمثابة الجسر الذي يربط الأغنياء والفقراء، ويمكن أن يتم إخراج كليهما كما يلي:

1- الزكاة

إن الزكاة تُخرج بنسبة 2,5% من المال الذي بلغ النصاب وحال عليه الحول، وتشمل الأموال النقدية، والمدخرات، والذهب، والفضة، والأسهم، والموارد الأخرى التي يمتلكها الشخص.

ففي رمضان يختار المسلم إخراج الزكاة في أي وقت من الشهر، لكن عادةً ما يُفضل إخراجها قبل نهاية الشهر حتى يستفيد الفقراء والمحتاجون من هذا المال في وقت الحاجة لا سيما في أيام العيد.

2- الصدقة

ثمة أشكال متعددة من العطاء للصدقة في رمضان، ولا تقتصر على المال فقط، بل تشمل أيضًا الإطعام، والشراب، والملابس، والعلاج كذلك.

جميعها أشكال كثيرة للصدقة ينال منها المسلم ثوابٌ عظيم في هذا الشهر المبارك، وتُعينك جمعية أصدقاء القلب الخيرية على أن تكون أقرب للمحتاجين وتُعينهم في هذا الوقت وكل وقت.

حيث تحرص الجمعية على جمع المعلومات حول المرضى الذين يحوّل بينهم وبين العلاج لتكون سببًا في بث الأمل في قلوبهم وإعانتهم، وإعادة الابتسامة على وجوه عوائلهم مجددًا.

أثر الزكاة والصدقة

إن رمضان الشهر الذي يظل في ذاكرة المسلمين كأغلى شهور السنة، فليس فقط وقتًا مخصصًا للعبادة والصيام، بل أيضًا فرصة لإخراج الزكاة والصدقة في رمضان لتعزيز روح الإخاء والمساواة بين أفراد المجتمع، والتواصل مع الآخرين، فلهما تأثير كبير:

  • التأثير الروحي: هذا يكون على الأفراد، فأداء الزكاة والصدقة في رمضان يُساعد على تطهير النفس من حب المال والبخل، ويزرع في المسلم خصال الكرم والعطاء، وتعزز في قلب المؤمن الرحمة والمواساة، وتجعله يستشعر الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين.
  • التأثير الاجتماعي: تبني الصدقة والزكاة مجتمع متماسك لأنهما يُشكّلان جسرًا للتواصل بين الفئات الاجتماعية المختلفة، فعندما يتشارك الأغنياء والفقراء في الأعباء والمساعدات يشعر الجميع بالانتماء لنفس الكيان، ويزداد التلاحم الاجتماعي وتتسع دائرة التضامن.
  • مكافحة الفقر: إن الزكاة والصدقة يلعبان دورًا محوريًا في مكافحة الفقر والحد من معاناة الفقراء، وفي شهر رمضان المبارك الذي يتميز بزيادة إقبال الناس على الأعمال الصالحة تزداد فرص الفقراء للحصول على الدعم المالي والعيني، ويحصل الفقراء على حقوقهم في المال الذي يُطهّر أموال الأغنياء.

شهر رمضان هو الموعد الفريد مع الخير والنماء، حيث تتفتح فيه أبواب العطاء والبركات، ويزداد إقبال المسلمون على الأعمال الصالحة، وتتضاعف الأجور عند الله تعالى، ولهذا تتجلى أهمية الزكاة والصدقة في رمضان لتجسيد القيم الإنسانية والمساواة بين الأفراد في المجتمع.

اقرأ أيضًا: