الاعمال الصالحة في العشر الاواخر من رمضان

16 أبريل 2025
جروميرس
الاعمال الصالحة في العشر الاواخر من رمضان

إن العشر الأواخر من رمضان بمثابة ذروة العطاء الإلهي في هذا الشهر الفضيل، فقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يُعظم هذه الليالي ويجتهد فيها بأقصى ما لديه؛ لِما فيها من الفضل والمكانة، وقد تنوعت الاعمال الصالحة في العشر الاواخر من رمضان كما وردت في النصوص واجتهد فيها النبي وأصحابه، وهو ما نولي للحديث أهمية عنه تفصيليًا في السطور التالية.

الاعمال الصالحة في العشر الاواخر من رمضان

إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا جعل له في أيام الدنيا محطات من النور، تُطهر قلبه، وتُعيده إلى الفِطرة التي ينساها وسط صخب الحياة، ومن أعظم المحطات التي ننالها هي العشر الأواخر.

الليالي العظيمة التي لا تُشبه سواها من ليالٍ ولا تُقارن، فقد اجتمع فيها الغفران والرحمة والنور، ولهذا فيما يلي نُعرفك على الاعمال الصالحة في العشر الاواخر من رمضان لنيل ثواب عظيم:

1- قيام الليل والتهجد

من أعظم القربات والاعمال الصالحة في العشر الاواخر من رمضان هي قيام الليل، فقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يُطيل الصلاة فيها حتى تتورم قدماه، ويجتهد في هذا أكثر مما يجتهد في باقي الشهر.

لذا يُستحب إحياء الليل كله لا سيما في الليالي الوترية، وأداء صلاة التهجد في جوف الليل الأخير؛ لأن هذا الوقت هو وقت النزول الإلهي للسماء الدنيا، ويُمكن الجمع بين التراويح أول الليل والتهجد في آخره.

2- الاعتكاف

إن الاعتكاف سنة نبوية مؤكدة وليست فرض في العشر الأواخر، كان النبي –صلى الله عليه وسلم- لا يتركها حتى وفاته، ولهذا فالاعتكاف فرصة للمسلم ليعتزل الدنيا قليلًا ويُفرغ قلبه لله تعالى متعبدًا بالصلاة والذكر والقرآن.

لا يقتصر الاعتكاف والخلوة مع الله على المسجد فقط، رغم أنه أكثر هدوءً وأفضل بكثير إلا أن مع كثرة الانشغالات والضغوطات اليومية قد يكون الأمر صعبًا، ويمكن استبداله بالخلوة مع الله في ركنٍ هادئ بالمنزل بعيدًا عن الضوضاء العائلية.

3- تلاوة القرآن الكريم

شهر رمضان هو شهر القرآن، وتلاوته فيه أعظم وأجرًا، وقد كان جبريل عليه السلام يُدارس النبي القرآن كل ليلة في رمضان.

ولهذا فيُستحب على المسلم أن يكون له وِرد يومي ثابت، والأفضل أن يجمع بين الكمية والجودة معًا، أي أن يُكثر من التلاوة مع التدبر بالآيات ومعانيها.

4- الاجتهاد في الدعاء

إن الدعاء من أعظم ما يُتقرب به في هذه الليالي، ولهذا يُستحب أن يكون العبد مُلحًا لله تعالى بالدعاء مع حُسن الظن به، دون أن يغفل عن الدعاء للآخرة، والأمل، والوالدين، ولأهل الحاجة.

5- الصدقة والإنفاق

التصدق في رمضان له أجرٌ عظيم للغاية، وهي أعظم أجرًا إن وافقت ليلة القدر، ولهذا تعد الصدقة من أفضل الاعمال الصالحة في العشر الاواخر من رمضان.

لذا فليحرص كل مسلم على تقديم الصدقات في العشر الأواخر بنية أن تُصادف بها ليلة القدر، وقد تكون سرًا، أو إعانة لمحتاج، أو حتى إفطار صائم لِما له من أجر عظيم.

6- الذكر والاستغفار

بشكلٍ عام إن الذِكر يُلين القلب، ويزيد الإيمان، ويبعث في النفس السكينة والهدوء وحُسن الظن بالله، لذا ففي العشر الأواخر وغيرها يجب أن يُخصص العبد وقتًا للاستغفار لا سيما في الأسحار؛ لِما ورِدَ في سورة الذاريات قال تعالى: "وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".

فضل العشر الأواخر من رمضان

قد اختص الله تعالى العشر الأواخر من رمضان بفضائل كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، ويكفي في بيان شرفها أن بها ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر.

لذا فأي عمل صالح في هذه الليالي يُعد خيرًا وأعظم أجرًا من العمل في ثلاثٍ وثمانين سنة أخرى، فيمتثل العباد بما كان يتبعه النبي صلى الله عليه وسلم.

حيث كان يخص العشر الأواخر بمزيد من العبادة والاجتهاد، ويغتنم كل لحظة لعله ينال المغفرة والعفو، فتُفتح في هذه الأيام أبواب الرحمة والمغفرة والنجاة من النار.

نهايةً.. إن العشر الأواخر من رمضان ليست مُجرد أيام عابرة، بل إنها فرصة لا تتكرر، قد يعيش الإنسان سنواتٍ طويلة دون أن يُدرَك له فيها فضلها العظيم ولا سيما ليلة القدر، ولهذا يجب أن يجعل كل مسلم هذه الأيام بوابة لتجديد الإيمان، وتهذيب النفس، والتقرب لله تعالى، لعلّ الله أن يختم له رمضان برضاه ويجعله من عتقاء النار.

اقرأ أيضًا: