فريضة الحج هي عبادة الحج تؤدى في أيام معدودة، يبدأ زمنه قبل أن يصل الحاج إلى مكة، فالشرع جعل للحج أشهرًا معلومات، لها مكانتها في فقه المناسك، وفيها تبدأ النية وتنعقد الاستعدادات، فما هي أشهر الحج؟ ولماذا خصها الله بالذكر في كتابه؟
أشهر الحج هي
قال الله تعالى: " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)" سورة البقرة.
وهي الآية التي بيّن فيها أن الحج لا يقتصر على أيام معدودة، بل يبدأ بدخول أشهر معينة، وهي: بشهر شوال، يليها ذو القعدة، وتنتهي بالعشر الأوائل من ذو الحجة حتى طلوع فجر يوم النحر، وهذه الأشهر لها دور محوري، لأنها تمثل الإطار الزمني الذي يبدأ فيه المسلم بالإحرام للحج.
لا يصح الإحرام بالحج قبلها، ولا تُقبل النية خارجها، ولهذا صار التعرف على هذه الأشهر أمرًا أساسيًا لكل من أراد أداء هذه الفريضة العظيمة.
شوال وذو القعدة يُعدّان شهري استعداد وتجهيز، بينما تبدأ المناسك الفعلية في ذو الحجة.
- الأيام التي تصح فيها نية الإحرام تمتد حتى غروب شمس يوم عرفة، بعدها لا يُدرك الوقوف بعرفة.
- الإحرام بالحج قبل دخول شوال لا يصح عند الجمهور، بل يعتبره البعض عمرة لا حجًا.
لماذا جعل الله للحج أشهرًا؟
- لأن الحج عبادة عظيمة تحتاج إلى تهيئة نفسية وبدنية وروحية، فجُعل لها وقت ممتد، لا محدود.
- حتى يستعد الحاج، ويتعلم، ويجهز ماله ونفسه للطاعة، بلا استعجال ولا ارتباك.
- الإحرام عبادة قلب وجسد، ومن الحكمة أن يُترك وقت كافٍ للنية والتجرد من الدنيا.
- الحج يختلف عن باقي العبادات، فهو يجمع السفر، والمشقة، والتفرغ الكامل لله.
- جعل الأشهر ممتدة يفتح الباب للناس من أماكن بعيدة، فلا يضيق وقتهم ولا يُجهدون أنفسهم.
- بعض البلاد كانت تستغرق شهرًا للوصول إلى مكة، فلو لم يكن الوقت موسّعًا، لتعذّر عليهم اللحاق.
- الله أراد بهذه الرحلة أن تكون نقلة في حياة المسلم، وهذا لا يتم بلحظة عابرة.
- التوسعة الزمنية للحج رحمة، وتيسير، وتذكير أن العبادة لا تُؤخذ بعجلة، بل بتروٍ وخشوع.
الفرق بين أشهر الحج وأيام الحج
- أشهر الحج هي الفترة التي يُباح فيها الإحرام بالحج، من شوال حتى أيام من ذو الحجة.
- أما أيام الحج فهي الأيام التي تؤدى فيها المناسك فعليًا، مثل عرفة والمبيت بمنى ورمي الجمرات.
- أشهر الحج مثل التحضير، أما الأيام فهي التطبيق، كل واحدة منهما لها حكم وهدف خاص.
- من أحرم بالحج في شوال أو ذو القعدة، يبقى على إحرامه حتى يبدأ أداء المناسك في ذو الحجة.
- لا يمكن أداء المناسك الكبرى مثل الوقوف بعرفة والطواف يوم العيد إلا في أيام هذه المناسك.
- مثلًا من أحرم بالحج في 5 ذو الحجة ينتظر يوم 9 ليقف بعرفة، لكنه أدرك أشهر الحج.
- لكن إن أحرم بالحج في رمضان، لا يُحسب له لأنه خارج التوقيت، فيلزمه التعديل.
- الفهم الخاطئ بين "الشهر" و"اليوم" يؤدي لخلط في ترتيب النسك، والحج لا يتحمل العبث بترتيبه.
أشهر الحج هي تفاصيل فقهية وتذكير بأن العبادة تبدأ من النية والاستعداد، وأن لكل عبادة وقتًا وحرمة، من فهم توقيتات الحج فهم فقهه، واستعد له في قلبه وبدنه ووقته.
اقرأ أيضًا: