اداء مناسك العمرة خطوة خطوة

16 يونيو 2025
جروميرس
اداء مناسك العمرة خطوة خطوة

العمرة ليست عبادة عابرة، بل مدرسة إيمانية متكاملة، تجدد فيها العهد مع الله، وتخلع فيها عنك رداء الذنوب، وتلبس لباس الطهر والتوبة، ويتقرب بها المسلم إلى ربه في أي وقت من العام، ليعود منها بقلب أنقى، وروح أصفى، ونفس أكثر قربًا من خالقها، وحتى تكون رحلة مميزة سنعرفك في السطور التالية على كيفية اداء مناسك العمرة خطوة خطوة.

اداء مناسك العمرة خطوة خطوة

العمرة.. تلك الرحلة الروحية التي يتوق المسلمون إلى أدائها في أي وقت من العام، هي من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وسبيلًا إلى تزكية النفس وتهذيب الروح، ولهذا فيما يلي سنعرفك على اداء مناسك العمرة خطوة خطوة:

1- الاستعداد للعمرة

  • النية الصادقة: أول خطوة في أداء العمرة هي النية، وهي أساس قبول العمل، فيجب أن تنوي بقلبك أنك تؤدي العمرة تقربًا إلى الله تعالى، طلبًا لرضاه ومغفرته، وابتغاء للأجر والثواب.
  • التحضير البدني والذهني: فالعمرة رحلة روحية وبدنية، لذلك من المهم أن يكون المسلم مستعدًا صحيًا وذهنيًا، وعليك أن تتأكد من لياقتك الصحية، وتحضير الأمتعة الضرورية مثل الإحرام، والماء، والملابس الخفيفة، مع مراعاة الطقس.

2- الإحرام

الإحرام هو حالة خاصة يدخل فيها المعتمر، تلبس فيها لباس الإحرام، وتحرم بقول: "لبيك عمرة" أو "اللهم إني أريد العمرة"، وهذا إعلان بداية النسك.

ويختلف لباس الإحرام للرجال والنساء. للرجال، يتكون من إزار ورداء أبيضان غير مخيطين، وللنساء لباسها العادي بشرط ألا يكون ضيقًا أو مكشوفًا، مع ستر الرأس، ويرتدي المعتمر هذا اللباس كعلامة على الطهارة والبساطة، والابتعاد عن الترف.

3- التوجه إلى مكة

بعد الإحرام، يبدأ المعتمر بالتوجه إلى مكة المكرمة، متجنبًا كل ما يفسد الإحرام كالقص والخلع والتطيب، ويسن في الطريق الإكثار من التلبية، قائلًا: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

4- استقبال البيت الحرام

عند وصولك إلى مكة، تبدأ أولى المناسك بالطواف حول الكعبة المشرفة، الطواف هو سبعة أشواط حول الكعبة، تبدأ من الحجر الأسود وتنتهي به، مع الحرص على استقبال القبلة والتكبير عند بداية كل شوط.


  • النية: تنوي طواف العمرة.
  • الدعاء: يسن الإكثار من الدعاء خلال الطواف، والتسبيح والتهليل.

ويُستحب لمس يد الركن اليماني أو الإشارة إليه أثناء الطواف، وهو الركن المجاور للحجر الأسود.

5- السعي بين الصفا والمروة

بعد الانتهاء من الطواف، يتوجه المعتمر إلى سعي بين جبل الصفا وجبل المروة، وهو سبعة أشواط تبدأ بالصفا وتنتهي بالمروة، ويرمز ذلك السعي إلى الصبر والمثابرة، كما يذكر بقصة هاجر رضي الله عنها وهي تبحث عن الماء لابنها إسماعيل، مما يعكس الإيمان والثقة بالله.

6- الحلق أو التقصير

بعد الانتهاء من السعي، يجب على المعتمر أن يحلق شعر رأسه أو يقصره (للرجال). الحلق أفضل، ويعني إزالة كامل الشعر.

بينما التقصير هو قص جزء منه، وللنساء يكتفى بقص جزء من الشعر فقط، ووهذا الفعل يرمز إلى الانتهاء من مرحلة العمرة، ويعتبر تطييبًا للنفس وتخليصًا من شوائب الدنيا.

نصائح عامة للمعتمر

العمرة تحتاج إلى استعداد وتحضير، لتكون تجربة متميزة تحقق بها أقصى درجات القرب من الله سبحانه وتعالى، وفيما يلي نصائح مهمة لأداء مناسك العمرة خطوة خطوة:

  • اجعل نيتك خالصة لله تعالى: قبل أن تبدأ رحلتك، ثبت في قلبك أن هدفك هو التقرب إلى الله وحده، لا سمعة أو مدح من الناس، فالنقاء في النية هو سر قبول العمل.
  • تعلم أحكام العمرة جيدًا: اطلع على خطوات المناسك والأحكام المتعلقة بها، من الإحرام إلى الطواف والسعي والحلق، لتؤدي مناسكك بثقة وبدون أخطاء تفسد الإحرام.
  • استعد بدنيًا وصحيًا: فالعمرة تحتاج إلى جهد بدني، فاحرص على النوم جيدًا، وتناول الطعام الصحي، واحمل معك مستلزمات طبية بسيطة، خاصة إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة.
  • لبس لباس الإحرام المناسب: فاحرص على ارتداء لباس الإحرام بطريقة صحيحة، مع نظافة تامة، وابتعد عن العطور والتطيب بعد الإحرام، احترامًا لأحكام النسك.
  • المحافظة على الطهارة والوضوء: احرص على البقاء على طهارة قدر الإمكان، فالوضوء يعزز الخشوع في الصلاة والطواف، ويزيد من قبول العبادة.
  • الإكثار من التلبية: فبعد الإحرام، اجعل التلبية رفيقك الدائم حتى بداية الطواف، فهي تعبير عن الاستجابة لأمر الله، ورفع للصوت بالشهادة والتوحيد.
  • الالتزام بالسلوك الحسن: فتذكر أنك في أقدس بقعة على الأرض، واحرص على احترام الآخرين، وعدم الزحام أو التدافع، والحفاظ على هدوء النفس، والبعد عن الخصومات.
  • استغلال أوقات الانتظار بالدعاء: قد تواجه أوقات انتظار أو طوابير، فاجعلها فرصة للتقرب إلى الله بالدعاء وقراءة القرآن، لتعزيز الروحانيات.
  • الانتباه للتعليمات الصحية والأمنية: احرص على اتباع إرشادات الجهات المنظمة للعمرة، سواء من حيث الصحة أو الأمن، خاصة في ظل الظروف العالمية التي قد تستدعي الاحتراز.
  • الصبر والتأني في أداء المناسك: فلا تستعجل الطواف أو السعي، ولا تسمح للعجلة أن تفسد عليك خشوعك، خذ وقتك في كل ركعة ودعاء، وكن حريصًا على أداء كل ركن بدقة.

نهايةً.. إن أداء مناسك العمرة خطوة خطوة ليس مجرد رحلة جسدية إلى مكة، بل رحلة روحية داخلية تعيد توازن النفس، وتقوي الصلة بالله، وفي كل خطوة منها، تكمن معاني عظيمة تدعو إلى التواضع، والصبر، والإيمان، والتوبة.

اقرأ أيضًا: