إنّ المعنى اللغوي لكلمة "زكاة" هي الطهارة، وهنا يكمن الغرض من فرض الله - عز وجل - الزكاة على عباده المسلمين؛ حيث تُعد بمثابة وسيلة لتطهير الأموال وتعزيز بركتها، وهي شكل من أشكال الصدقة واجبة على المسلمين، لكن ماهي أنواع الزكاه؟ وما حُكم إخراجها؟ والشروط اللازمة لتكون مقبولة؟ هذا ما نوضحه بشكل مفصل في السطور القادمة.
ماهي أنواع الزكاه في الإسلام؟
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الأساسية، وشعيرة دينية يؤديها كل مسلم وجب عليه التزكية عن أمواله، ولذلك يجب أن يعرف كل مسلم ماهي أنواع الزكاه، مع العلم أن هناك نوعان من الزكاة يجب على المسلمين دفعهما، الأولى هي زكاة المال التي تُخرج عن الثروة، والثانية هي زكاة الفطر التي تُخرج عند نهاية شهر رمضان.
1- زكاة المال
زكاة المال هي الزكاة التي تجب على كل مسلم يملك ثروة، سواء كانت على هيئة نقود، ذهب، فضة، أو عقارات، وتُخرج الزكاة على أساس إجمالي الثروة، مع اختلاف مقدارها من شخص لآخر بناءً على المبلغ الذي يعادل ثروته؛ حيث يُمثل المقدار اللازم إخراجه 2,5% من صافي الثروة.
بشرط أن تكون الثروة قد امتلكها الشخص واستقرت عنده لمدة سنة كاملة، وقد بلغت حد معين يُعرف باسم النصاب، وإن لم تبلغ هذا الحد فإن زكاة المال لا تكون واجبة على صاحبها، وإذا أخرج زكاة عن ماله تعتبر صدقة ويأخذ ثوابها.
إذا قررت إخراج زكاة عن أموالك، فإن جمعية أصدقاء القلب الخيرية هي الوجهة المثالية تمامًا لإخراج زكاتك؛ حيث تستخدم الأموال المُجمعة من زكاة المسلمين في مساعدة مرضى القلب من الأطفال، وذلك تحت إشراف أفضل فريق طبي في المملكة السعودية.
2- زكاة الفطر
يعرفها البعض أيضًا باسم "صدقة الفطر" وهي زكاة إلزامية على كل المسلمين تُخرج في نهاية شهر رمضان الكريم، ومن اسمها نجد ما يكمن وراء إخراجها وهو "الفطرة"، أي الطبيعة التي خلق الله الإنسان عليها وسخره لها، مثل الإفطار بعد صيام رمضان، وقد حثنا الرسول على إخراج هذا النوع من الزكاة على هيئة طعام، لكن يجوز إخراجها نقدًا أيضًا بما يعادله.
أشكال الزكاة المتفرعة
فُرضت الزكاة في شهر شوال من السنة الثانية من الهجرة، وهي بمثابة صدقة فرضها الله على عباده المسلمين القادرين لمساعدة غيرهم من الفقراء والمحتاجين،
1- زكاة النقود
تجب الزكاة على الأموال النقدية التي يملكها المسلم ويكوّن منها ثروة، سواء كانت عملات ورقية أو نقدًا في البنوك، بشرط أن تكون قد بلغت النصاب ومرّ عليها حول كامل، والنصاب هو الحد الأدنى من المال لكي تجب عليه الزكاة، وحُدِد بأن النصاب هو ما يعادل 85 جرام من الذهب عيار 24.
أي إذا كان سعر جرام الذهب في هذه الفترة من الزمن هو 100 ريال، فإن مقدار نصاب الزكاة يكون ناتج ضرب 85 X 100 وهو 8500 ريال، إذا بلغ المال هذا المبلغ ومر عليه حول كامل، وجب إخراج الزكاة عليه بنسبة 2,5%.
2- زكاة الزروع
يُمكن إخراج الزكاة على الزروع إذا كانت الثمار هي ثروة المسلم، بشرط أن تبلغ النصاب، وهو خمسة أوسُق، حيث روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: "قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ليسَ فِيما دُونَ خَمْسِ أواقٍ صَدَقَةٌ، وليسَ فِيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وليسَ فِيما دُونَ خَمْسِ أوْسُقٍ صَدَقَةٌ" صحيح البخاري.
والوسق هو ما يعادل ستين صاع نبويّ، والصاع يساوي 2600 جرام، وقد جاءت آيات القرآن الكريم بعِدة دلائل على وجوب إخراج الزكاة والإنفاق مما تخرجه الأرض، مثل قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ" (سورة البقرة 267).
مع العلم أنه لا يُشترط مرور حول كامل على الزروع والثمار حتى تُخرج زكاتها، وإنما تجب زكاتها فور حصاد الثمار؛ نظرًا لأن ذلك في حد ذاته يُمثل نماء، بينما لا يزال بلوغ النصاب شرطًا أساسيًا للتزكية عنها.
3- زكاة المعادن
قد لا يعرف الكثيرون ممن يتساءلون ماهي أنواع الزكاه عن زكاة المعادن، والتي يُقصد بها زكاة ما يُستخرج من الأرض، مثل الذهب والفضة، وأيضًا النحاس والحديد إذا بلغت قيمتهم نصاب الذهب والفضة، لكن يجب مراعاة مصلحة الفقير في إخراج زكاة المعادن، لذا إما أن تُخرج بالقيمة أو بالعين.
4- زكاة الأنعام
تجب الزكاة على ثروة الأنعام السائمة، ويُقصد بها الأنعام التي تأكل من طعام المرعى المباح أكثر أيام السنة، مثل الأشجار، الحشائش، مخلفات الزروع، الثمار، وكل ما في حُكم ذلك، وهي الإبل، الغنم، والبقر، مع مراعاة الشروط الأساسية وهي بلوغ النصاب، وحولان الحول.
مثلًا في الإبل تكون الزكاة لكل خمسة من الإبل بشاة، وهذا النصاب يُطبق إلى حد العشرين، لذا فإن زكاة عشرة من الإبل شاتان، وزكاة عشرين من الإبل أربع شياه، بشرط أن تكون الشاة قد أتمت السنة أو السنتين.
في حالة بلوغ عدد الإبل خمسة وعشرين تُخرج زكاتها ببنت مخاض، وهي ما لها سنة كاملة وتكون حامل، أما نصاب البقرة فهو أربعون بقرة، ويُزكى عنها بتبيع أو تبيعة، والتبيعة هي الخيار الأفضل عند المالكية والشافعية.
أما نصاب الغنم فهو عند بلوغها الأربعين، ويُزكى عنها بشاة واحدة، وهذا النصاب يمتد إلى المائة والعشرين، ثم يزيد في المائة وإحدى وعشرين إلى مائتين شاتان، ثم بدايةً من المئتين وواحد ثلاث شياه، وهكذا في كل مئة زيادة يُضاف شاة إلى الزكاة.
5- زكاة العروض
يُقصد بالعروض كل ما قد يملكه المسلم ما عدا الذهب والفضة، مثل الأمتعة، الحيوان، الثياب، العقار، وغير ذلك، بشرط أن يكون ممتلكًا لهذه الأشياء بغرض التجارة وليس الانتفاع منها أو سد الحاجات الأساسية من خلالها، مثل عقار المسكن الذي لا تجب الزكاة عنه.
ويكون إخراج زكاة العروض التجارية من خلال تقويم العروض والبضائع المتوفرة بمختلف أشكالها في آخر الحول عند وقت إخراج الزكاة وليس بسعر الشراء، وإخراج 2,5% من قيمتها بنيّة الزكاة، مع مراعاة شروط إخراج زكاة العروض، وهي:
- أن تبلغ قيمة أموال عروض التجارة نِصاب الذهب أو الفضة.
- مرور حول على امتلاك العروض، ولو بلغ النصاب في أول الحول ونقص في أثنائه واكتمل في نهايته، فقد وجبت الزكاة.
- ذُكِر في مذهب الحنفية شرط أن يكون الشيء المُتجر فيه صالحًا لنية التجارة.
- ألا يصير مال التجارة نقدًا خلال الحول، وعند الشافعية إذا صار المال كاملَا نقدًا مع كونه أقل من النصاب انقطع الحول.
الآن وبعد أن عرفت ماهي أنواع الزكاه تفصيلًا، اختر ما يناسبك ولا تفوّت فرصة الحصول على الأجر العظيم، وقدّم زكاتك لمساعدة مرضى القلب من الأطفال من خلال جمعية أصدقاء القلب الخيرية التي تسمح لك بإتمام تبرع اونلاين بخطوات بسيطة دون عناء.
اقرأ أيضًا: